×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الدرس الثامن والثلاثون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [البقرة: 185].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم على عبدِهِ ورسوله نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَنِ اهتدى بهداه، وتمسك بسنَّته إلى يوم الدين.

*أما بعد:

فقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ [البقرة: 185]. هذا مرتب على قوله في أول الآية ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ [البقرة: 185]. قوله: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ [البقرة: 185]. أي: شهر رمضان، ومعنى ﴿شَهِدَ [البقرة: 185]: حضر، أي: مَنْ حضر منكم دخول الشهر وهو صحيح ومقيم؛ فإنه يجب عليه الصيامُ.

ودخول شهر رمضان يثبت بأحد أمرين:

الأمر الأول: رؤية الهلال.

الأمر الثاني: إكمالُ شعبان ثلاثين يومًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ»، هذا الأمر الأول: الرؤية، «فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ»  ([1])،


الشرح

 ([1])أخرجه: البخاري رقم (1900)، ومسلم رقم (1080).