الدرس السادس
والخمسون
قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ وَلَأَمَةٞ مُّؤۡمِنَةٌ
خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكَةٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ وَلَا تُنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَتَّىٰ
يُؤۡمِنُواْۚ وَلَعَبۡدٞ مُّؤۡمِنٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَكُمۡۗ أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ
وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ
ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ ٢٢١ وَيَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذٗى فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ
حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ فَإِذَا تَطَهَّرۡنَ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ
ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 221-222].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبيِّنا محمد صلى الله
عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه وتَمَسَّك بسُنَّته إلى يوم الدين.
*أما
بعد:
فقوله
تعالى ﴿وَلَا تَنكِحُواْ
ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ﴾[البَقَرَة:
221] هذا فيه نهي من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين عن تزوُّج الكافرات،
المشركات والكافرات.
وذلك
لاختلاف الدين بينهما؛ لأن الله سبحانه وتعالى قَطَع الصلة بين المؤمنين والكفار،
إلا في الأشياء التي لا تتعلق بأمور الدين؛ كالمعاملات المباحة في التجارة وغيرها.
أما
المحبة بين المؤمن والكافر، والموالاة بين المؤمن والكافر، فإنها لا تجوز، بل تجب
العداوة، عداوة الكفار؛ لأنهم أعداء الله ورسوله.
ومن ذلك أنه لا يجوز للمسلم أن يتزوج كافرة؛ لأنها مخالفة له في الدين، ولأنها تؤثر على أولاده؛ لأنها تربي أولاده فتؤثر عليهم بالكفر
الصفحة 1 / 518