×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الدرس السابع والخمسون

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذٗى فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ فَإِذَا تَطَهَّرۡنَ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ ٢٢٢ نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثٞ لَّكُمۡ فَأۡتُواْ حَرۡثَكُمۡ أَنَّىٰ شِئۡتُمۡۖ وَقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُم مُّلَٰقُوهُۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [البقرة: 222- 223].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّه وسلَّم على عبده ورسوله نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومَن اهتدى بهداه وتَمَسَّك بسُنَّته إلى يوم الدين.

*أما بعد:

فيقول الله جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:﴿وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ أي: الصحابة، ﴿عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ [البقرة: 222] أي: عن أحكام الحيض الذي يعتري النساء.

وسبب السؤال أن اليهود كانوا يتشددون في شأن الحائض تشددًا عظيمًا، بحيث إنهم لا يساكنونها في المنزل، ولا يأكلون مما طبخته، ولا يشربون من ماء شربت منه، ولا يمسونها بأيديهم.

وهذه من الأغلال والآصار التي عاقبهم الله بها.

فلما رأى المسلمون ذلك من اليهود، وكانوا يجاورونهم في المدينة؛ سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن المحيض، أي: عما يعتري النساء من المحيض.

والحيض لغة: السيلان.

وأما الحيض شرعًا: فالمراد به دم يرخيه رحم المرأة في أوقات معينة، خلقه الله في رحمها. وهو دم طبيعة، ليس دم مرض، وإنما هو دم طبيعة وجِبِلة.


الشرح