×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

خلقه الله لحكمة غذاء الولد، فإن المرأة إذا حملت ينقلب هذا الحيض غذاء للحمل عن طريق السُّرة؛ سرة الحمل في الطفل، يتغذى به. ولذلك قَلَّ أن تحيض الحامل؛ لأن حيضها ينصرف إلى الجنين، يغذيه الله به. فإذا ولدت تحول هذا الدم إلى لبن، يرضعه الطفل؛ ولذلك قَلَّ أن تحيض المرضع.

الله خَلَق هذا الدم في المرأة لحكمة عظيمة، وهو ليس نتيجة لمرض أو نزيف، وإنما هو دم طبيعة تركيبة في المرأة.

وهو دم نجس قذر؛ فلذلك قال الله: ﴿قُلۡ هُوَ أَذٗى [البقرة: 222] فدم المحيض أذى، بمعنى أنه نجس وقذر.

وأَمَر الله جل وعلا باعتزال المرأة في موضع واحد، أَمَر الله باعتزال الحائض في موضع واحد، وهو المحيض: أي: مَخْرَج الحيض.

بخلاف ما عليه اليهود، فإنهم كانوا يتجنبون المرأة كلها، ولا يضاجعونها، ولا يقربون منها.

أما الإسلام فالله جل وعلا أباح للمسلمين أن يستمتع الزوج بزوجته الحائض بجميع جسمها ما عدا الفرج وهو مخرج الحيض، فإنه يتجنبه مدة الحيض، فلا يجوز جماع الحائض؛ لأن هذا المكان صار متلطخًا بالنجاسة؛ ولأن جماع الحائض فيه ضرر ومرض.

فأَمَر الله باجتناب جماع الحائض حتى تطهر وتغتسل.

وهذا من جملة الأمور التي تحرم في حق الحائض.

الأمر الأول: الجماع، فلا يجوز لزوجها أن يجامعها ما دامت في الحيض، لا يجامعها في محل الحيض، وهو الفرج الذي يخرج منه الحيض.


الشرح