فالقيام بهذه المهامِّ
العظيمة والأحكام الشرعية يحتاج إلى صبر وعدم ملل، ويحتاج إلى الصلاة؛ ليُعِينه
الله عليها، على القيام بهذه الأمور وغيرها.
ولهذا
كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر - يعني: إذا اشتد به أمر من الأمور - فَزِع
إلى الصلاة ([1])،
وأَمَر بلالاً أن ينادي بالصلاة ليستريح بها من عناء المشاقِّ التي تعترضه صلى
الله عليه وسلم ([2]).
فالصلاة
فيها عون للمسلم على مهامِّ حياته إذا حافظ عليها. والصلاة أيضًا تَنْهَى عن
الفحشاء والمنكر، كما قال جل وعلا: ﴿ٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ
إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ
أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ﴾
[العنكبوت: 45].
فتلاوة
الكتاب والعمل به وتعليمه للناس - هذه مهامُّ عظيمة.
الله
جَعَل الصلاة تُعِين المسلم على القيام، وتُسهِّل عليه فعل الطاعات، وتُجنِّبه
المنكرات والفواحش. فهي صلاة عظيمة؛ لأنها صلة بين العبد وبين ربه عز وجل.
ولحاجة
المسلم إلى هذه الصلوات كررها الله في اليوم والليلة خمس مرات؛ لأن المسلم بحاجة
إليها.
وأيضًا:
هذه الصلوات يُكفِّر الله بها السيئات. والإنسان
عُرْضة للذنوب والآثام والسيئات، فيتطهر بهذه الصلوات يوميًّا خمس مرات.
ولهذا قال جل وعلا: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ ١١٤ وَٱصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [هود: 114، 115]. دائمًا الصبر والصلاة.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1319)، أحمد رقم (23299).