وقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كَنَهَرٍ جَارٍ
عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ خَمْسَ
مَرَّاتٍ، فَلاَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ» ([1])،
لا يبقى على جسمه شيء؛ لأن الذي يغتسل في اليوم والليلة خمس مرات لا يبقى على جسمه
وسخ.
فكذلك
الصلوات، الذي يحافظ عليها لا يبقى عنده سيئات، يُكفِّر الله بها سيئاته.
وقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى
الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا
لَمْ تُغْشَ الكَبَائِرُ» ([2]).
فالصلوات الخمس لا تُكفِّر الكبائر، الكبائر لا تُكفَّر إلا بالتوبة. أما الصغائر
فتُكفَّر بأسباب عظيمة، أعظمها الصلوات الخمس.
ولهذا
قال: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى
ٱلصَّلَوَٰتِ﴾ [البقرة: 238].
وقال
جل وعلا في آية أخرى: ﴿وَٱلَّذِينَ
هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ [المؤمنون: 9-11].
وقال
جل وعلا في أوصاف المؤمنين: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَآئِمُونَ﴾ [المعارجَ: 23]، يداوم هو، لا يحافظ على الصلاة في سنة
أو في شهر أو في أيام ثم يُضيِّعها، لا، دائم إلى أن يموت وهو يحافظ على الصلاة.
ولهذا لمَّا حضر النبيَّ صلى الله عليه وسلم الوفاة وجعل يقاسي ويعاني من سكرات الموت، كان يوصي أمته بالصلاة فيقول: «عِبَادَ اللَّهِ، الصَّلاَةَ الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» ([3])، وما زال يكررها عليه الصلاة والسلام حتى ثَقُل لسانه بها، فهي آخر وصية للنبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من هذه الدنيا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (668).