×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

وإذا أردتَ أن تعرف قدر الإسلام عندك، فانظر إلى قدر الصلاة عندك: فإن كان للصلاة عندك مقدار ومنزلة، فللإسلام أيضًا عندك ميزان ومقدار. أما إذا تهاونتَ بالصلاة وتساهلت بها، فتساهلك بالإسلام من باب أَوْلى.

وهذه الصلوات هي الفارقة بين المسلم والكافر، قال صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَ الْعَبْدِ، وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ» رواه مسلم في صحيحه ([1]).

وروى أهل السُّنن والإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُم الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([2])، العهد الذي بين المسلمين وبين الكفار الصلاة، الصلاة هي الفارقة بين المسلم والكافر.

فالذي يَدَّعي الإسلام ولا يُصلِّي فهذا ليس بمسلم؛ لأن الصلاة عمود الإسلام كما قال صلى الله عليه وسلم: «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ» ([3])، وهل هناك بيت يقوم على غير عمود؟! لا، ما تقوم البيوت والسقوف إلا على أعمدة. وكذلك الإسلام، لا يقوم إلا على الصلاة، مَن ضَيَّعها فهو لما سواها أضيع.

﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ [البقرة: 238] يعني: الصلوات الخمس ﴿وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ [البقرة: 238]، هذا عطفُ خاصٍّ على عام؛ لأن الصلاة الوسطى داخلة في قوله تعالى: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ [البقرة: 238]، لكن عطفها ليؤكدها اهتمامًا بها؛ لما للصلاة الوسطى من الفضل العظيم.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (82).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2621)، وابن ماجه رقم (1079)، وأحمد رقم (22937).

([3])  أخرجه: الترمذي رقم (2616)، وأحمد رقم (22016).