×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

وإِنْ رمَوْها بعد منتصف الليل جاز لهم هذا؛ أخذوا بالرخصة، لا سيما إذا كانوا مرتبطين بعوائلَ ونساء؛ فإنهم يحتاجون إلى أن يصحبوا الضعفاء وأن يرمُوا معهم. لا بأس بذلك، مِنْ منتصف الليل إلى غروب الشمس. كل هذا وقت رمي جمرة العقبة، أي: وقت جئت ورميتها قبل الفجر، بعد طلوع الشمس، ضحًى، بعد الظهر، بعد العصر، الوقت موسع، وهي جمرة واحدة، فالوقت موسع وميسر، ولله الحمد.

أما في الأيام الثلاثة: فالرمي يبدأ مِنْ زوال الشمس، مِنْ دخول وقت الظهر ويستمر إلى غروب الشمس، كله وقت للرمي. بعد الظهر، بعد العصر، كله وقت للرمي ممتد، وإذا احتجت إلى الرمي بعد الغروب فلا بأس؛ مِنْ أجل الزحام والخطر، فلا بأس أن ترميَ بعد الغروب في اليومين الحادي عشر والثاني عشر، لا بأس أن ترميَ بعد الغروب إذا احتجت إلى ذلك.

لكنْ إذا رميت بالنهار فلا شك أنه أحسنُ وأفضلُ، وإنما الرمي بعد الغروب رخصة للمحتاج، أو الذي لا يستطيع الزحام. هذا وقت الرمي: في يوم العيد، وفي أيام التشريق. وفي أيام التشريق طوافُ الإفاضة الذي هو طواف الحج، والسعي بين الصفا والمروة الذي هو سعي الحج. هذا مِنْ ذكر الله في أيام التشريق.

وطواف الإفاضة يبدأ وقتُهُ مِنْ منتصف الليل، ليلة العاشر. وأمَّا آخرُ وقتِهِ فلا حدَّ له. يجوز أن تطوف يوم العيد، وأن تطوفَ بعد يوم العيد، في أيام التشريق. تطوف بعد أيام التشريق في آخر الشهر، ولكن كلما بادرت فهو أفضلُ وأكملُ، والسعي بعد الطواف؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما


الشرح