×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

سعى بعد الطواف، فيسعى بعد الطواف.

ومِنْ ذكر الله في أيام التشريق: البقاء في منًى والنزول في منًى ليلاً ونهارًا، يصلي فيها الصلوات الخمس، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. أما المبيتُ في الليل فهو واجب مِنْ واجباتِ الحج. وأما البقاء فيها في النهار فهو سنة وفضيلة، فكونك تمضي كل أيام التشريق ليلاً ونهارًا في منًى؛ فهذا أفضل وأكمل، وتصلي فيها الصلواتِ الخمسَ، هذا أفضل وأكمل. وأما المبيت فيها فهو واجب مِنْ واجبات الحج؛ لا يسقط إلا عَنِ المعذور، أما المستطيع فيجب عليه المبيتُ في منًى.

ومِنْ ذكرِ اللهِ في أيام التشريق: ذبحُ الهدي والأضاحي، والتقرب إلى الله بذبح الهدي، سواءٌ كان واجبًا أو مستحبًّا، فإن وقت ذبحِهِ في يوم العيد، وأيام التشريق أربعة أيام كلها أيام للذبح؛ يوم العيد وثلاثة أيام بعدَهُ: الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، هذه كلُّهَا أيام ذبح الهدي والأضاحي.

ويُسْتحب أن يأكل منها وأن يطعم ويتصدق منها، قال صلى الله عليه وسلم: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ، وَشُرْبٍ، وَذِكْرٍ للَّهِ»  ([1])؛ ولذلك يَحرُم صيامُها، يحرم صيامُ أيام التشريق؛ لأنها أيامُ أكلٍ وشرب وذكر لله، ولم يرخص في صيام أيام التشريق إلا لِمَنْ لم يجد هدي التمتع أو القِران، فإذا لم يجد هدي التمتع والقِران، فإنه يصوم ثلاثة أيام: الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر؛ لقول عائشة رضي الله عنها: «لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ، إِلاَّ عَنْ دَمِ مُتْعَة أَوْ قِرَانٍ»  ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1141).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1997).