وكذلك
يكون الكفر بالشرك مع الإقرار بالله عز وجل، فقد يُقِر بالله عز وجل وأنه الخالق
الرازق المحيي المميت المتصرف، لكن يشرك معه في العبادة بأن يدعو معه غيره، أو
يذبح لغيره أو ينذر لغيره، فهذا مشرك، وهو كافر؛ لأن العبادة حق لله جل وعلا، فمن
أشرك معه فيها غيره فإنه مشرك كافر.
وكذلك
يكون الكفر بإنكار شيء من ضروريات الدين. فالذي ينكر وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة
أو وجوب صيام رمضان أو وجوب الحج - الذي ينكر شيئًا من الأمور المعلومة من الدين
بالضرورة هذا يكفر؛ لأنه مُكذِّب لله ولرسوله ولإجماع المسلمين.
فالكفر
يتنوع: يكون بالقلب، ويكون بالاعتقاد، ويكون بالعمل، ويكون بالشك. والكفر له خصال
كثيرة وأنواع كثيرة.
فقوله:
﴿لِلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ [البقرة: 212]، يشمل كل هذه الأمور، مَن كَفَر بشيء من
هذه الأمور، أو بغيرها مما يُعَد كفرًا؛ فإنه يدخل في قوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾.
﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا﴾ [البقرة: 212]؛ لأن الحياة على ثلاثة أقسام: القسم
الأول: الحياة الدنيا. والقسم الثاني: حياة البرزخ، وهي الحياة في القبور. والقسم
الثالث: الحياة في الدار الآخرة. وهذه الدور تسمى بالدور الثلاث: دار الدنيا، ودار
البرزخ - وهو القبر - ودار الآخرة.
والإنسان
يتنقل من دار إلى دار، إلى أن يستقر بدار القرار وهي الآخرة.
فالمؤمنون لا يغترون بهذه الدنيا، وإنما ينظرون إلى الآخرة ويعملون