×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 ﴿وَأَنَا ٱخۡتَرۡتُكَ فَٱسۡتَمِعۡ لِمَا يُوحَىٰٓ ١٣ إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ[طه: 13- 14].

كَلَّمه الله عز وجل؛ ولذلك سُمِّي كليم الله، وهذا شرف وفخر له عليه الصلاة والسلام.

﴿وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ [البقرة: 253] هذه ميزة أخرى، أن الله رفع بعض الرسل درجات، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، فقد رفعه فوق الخلق درجات، فهو أفضل الخلق على الإطلاق، عليه الصلاة والسلام.

ومما يدل على ذلك أن الله أرسله إلى الناس كافة، الجن والإنس. وأما الرسل قبله فكل رسول يُبعث إلى قومه خاصة، وأما نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم فإن رسالته عامة؛ ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ [سبأ: 28]، ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ [الأنبياء: 107]، ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا [الأعراف: 158].

فهذا يدل على فضله صلى الله عليه وسلم، وعموم رسالته، وبقاء رسالته إلى أن تقوم الساعة، وبقاء شريعته إلى أن تقوم الساعة، لا تُنسخ، ولا تُبدَّل، ولا تُغيَّر. رفعه الله درجات.

وفي يوم القيامة يظهر شرفه صلى الله عليه وسلم على الخلائق، حينما يطول الوقوف في المحشر.

فيتقدم الخلق يطلبون الشفاعة إلى الله عز وجل ليفصل بينهم، ويريحهم من الموقف.

فيأتون إلى آدم عليه السلام فيعتذر. ويأتون إلى نوح عليه السلام فيعتذر. ويأتون إلى موسى عليه السلام فيعتذر. ويأتون إلى عيسى عليه السلام فيعتذر، عليهم الصلاة والسلام.

ثم يأتون إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول: «أَنَا لَهَا، أَنَا لَهَا». فيأتي ويخر


الشرح