×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

فَالسُّجُودُ، وَالْعِبَادَةُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالإِْنَابَةُ، وَالتَّقْوَى، وَالْخَشْيَةُ، وَالْحَسْبُ، وَالتَّوْبَةُ، وَالنَّذْرُ، وَالْحَلِفُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالتَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّحْمِيدُ، وَالاِسْتِغْفَارُ، وَحَلْقُ الرَّأْسِ خُضُوعًا وَتَعَبُّدًا، وَالطَّوَافُ بِالْبَيْتِ، وَالدُّعَاءُ، كُلُّ ذَلِكَ مَحْضُ حَقِّ اللَّهِ، لاَ يَصْلُحُ وَلاَ يَنْبَغِي لِسِوَاهُ مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلاَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ.

وَفِي مُسْنَدِ الإِْمَامِ أَحْمَدَ أَنَّ رَجُلاً أُتِيَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ وَلاَ أَتُوبُ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: «عَرَفَ الْحَقَّ لأَِهْلِهِ» ([1]).

****

الشرح

الشِّرْكُ ضِدُّ التَّوحيد، وهو عبادةُ غيرِ اللهِ عز وجل بأَيِّ نوعٍ من أَنْوَاعِ العبادةِ، كالذَّبْحِ، والنُّذُرِ، والاستغاثةِ، والدُّعاءِ. وغيرِ ذلك، وهو ينقسم إِلَى قسمينِ:

الأَوَّلُ: شِرْكٌ أَكْبرُ يُخْرِجُ مِن المِلَّة.

الثَّاني: شِرْكٌ أَصْغرُ لا يُخْرِجُ مِن المِلَّة، لكنَّه ينقص التَّوحيدَ. والشِّرْكُ الأَصْغرُ على قسمينِ:

شِرْكٌ ظاهرٌ في الأَلْفاظ، مثلُ الحَلِفُ بغيرِ اللهِ، وقولِ: «ما شاءَ اللهُ وشِئْتُ»، وقولِ: «وَمَا لِي إِلاَّ اللهُ وأَنْتَ»، وإِنْ كان لم يَنْوِ بقلبِه هذا اللفظ، فهو شِرْكٌ في الأَلْفاظِ لا في النِّيَّاتِ.

وشِرْكٌ في النِّيَّاتِ لا في الأَلْفاظ، مثلُ: الرِّيَاءِ، والرِّيَاءُ يكون في القلبِ ولا يظهر، وهو شِرْكٌ أَصْغرُ قلَّ مَن يَسْلَمْ مِنْهُ إِلاَّ مَنْ أَخْلَصَ للهِ عز وجل بنِيَّتِه وقصدِه، ولم يُرِْد مدحاً ولا ثناءً من النَّاس، وإِنَّما يُرِيْدُ وجهَ الله سبحانه وتعالى ، ولا يريد طمعاً من مطامع الدُّنْيَا. وهذا النَّوعُ من الشِّرْكِ سمَّاه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بالشِّرْك الخَفِيِّ؛ لأَنَّه لا يعلمُه إِلاَّ اللهُ عز وجل .


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (15587)، والطبراني في الكبير رقم (839)، والحاكم رقم (7654).