×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 فيكون هذا شِرْكاً بزَعْمِهم، ويقولون أَيْضاً: يلزم منها تَعَدُّدُ الآلِهَةِ. وهذا من المغالطة؛ لأَنَّ هذه الصِّفاتِ ليست بذَوَاتٍ، وإِنَّما هي صفاتٌ للخالف، فالخالقُ وجده بصفاته وليس هناك موجودٌ بدون صفات، كلُّ موجودٍ لا بدَّ له من صفاتٍ.

فهَؤُلاَءِ المُعطِّلَةُ يُفسِّرُونَ الشِّرْكَ بغيرِ معناه، ويَدْعُونَ غيرَ الله، ويَذْبَحُونَ لغيرِ الله، وينذرون لغيرِ الله، ولا يقولون: هذا شِرْكٌ، وإِنَّما الشِّرْكُ بزَعْمِهِمْ هو إِثْباتُ الصِّفاتِ، وهذا من قَلْبِ الحقائِقِ والعياذُ باللهِ.

فتَجِدُهُمْ يَتَقَرَّبُونَ إِلَى القبورِ ويعتبرون ذلك طاعةً وعبادةًَ - والعياذُ باللهِ - مع أَنَّه شِرْكٌ أَكْبرُ، لكنَّهم يُغالِطُونَ في الحقائِقِ.

وقولُه: «غايةُ الحُبِّ، مع غايةِ الذُّلِّ» أَيْ: يجمع بينهما، فلا يحب فقط، ولا يذلُّ فقط، فإِذَا أَحْبَبْتَ شيئاً ولم تذلَّ له - مثلَ: حُبِّكَ لوالدتِك، لأَبِيْكَ، لأَصْدقائِك - فليس هذا عبادةً، وكذلك من ذلَّ لمخلوقٍ ولم يحبَّه - كالذي يخاف من الظَّلَمَةِ والطُّغَاةِ فيذلَّ لهم لكنَّه لا يحبُّهم - هذا ليس شركاً، وإِنَّما الشِّرْكُ في الجَمْعِ بين الحُبِّ والذِّلِّ، فمن أَحَّب مخلوقاً وذلَّ له فقد أَشْرَكَ.


الشرح