هذا قولُ الرَّافضةِ والشِّيْعةِ الغُلاةِ،
فيُعْطُونَ لأَئِمَّتِهم ما يُسَاوِيْهِمْ باللهِ عز وجل ، فهُمْ يُشْبِهُونَ
النَّصارَى في غُلُوِّهِمْ في المَسِيْحِ.
وكذلك يُكفِّرون أَوْلياءَ
اللهِ وخواصَ خَلْقِه، مثلَ: أَبِي بَكْرٍ، وعُمَرٍ، وسادةِ الصَّحابةِ،
ويَدَّعُونَ أَنَّهم أَعْداءُ اللهِ، أَمَّا من كان من أَهْلِ البَيْتِ فهو عندهم
وَلِيٌّ للهِ ولو كان من أَكْفَرِ الخَلْقِ، فيكفي عندهم أَنَّه من أَهْلِ
البَيْتِ، ويجعلون أَبَا طَالِبٍ عَمَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم من
المسلمين.
وهذا من أَشدِّ الكُفْرِ
والإِلْحادِ باللهِ عز وجل ، والتَّنقُّصُ للهِ القائِلِ: {أَفَنَجۡعَلُ
ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ} [القلم: 35] ، {أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ} [ص: 28] .
الرَّافضةُ يقولون: ما دَامَ
أَنَّه مِن أَهْلِ البَيْتِ فهو وَلِيٌّ للهِ ولو كان كافراً، وأَمَّا إِذَا لم
يكنْ من أَهْلِ البَيْتِ فهو عَدُوُّ للهِ، كما قالوا في أَبِي بَكْرٍ وعُمَرٍ رضي
الله عنهما ، وهذا تنقُّصٌ للهِ عز وجل .
وهذا مثلُ كلامِ اليَهُود
والنَّصارَى في مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ، يُكَذِّبُونَه ويقولون: إِنَّه
مُتَقَوَّلٌ على اللهِ، وأَنَّ اللهَ لم يُرْسِلْهُ! وهذا تعجيزٌ للهِ عز وجل ؛
إِذْ كيف يجيءُ رجلٌ ويَدَّعِي أَنَّه رَسُولُ اللهِ، ويَأْمُرُ ويَنْهَى ويَشْرَعُ،
ويجاهد ويقاتلُ النَّاسَ، ويتركه اللهُ ويُقِرُّهُ على هذا؟! فهذا تَنَقُّصٌ للهِ
سبحانه وتعالى ، فإِنَّ تقريرَ اللهِ لَهُ وإِعَانَتَهُ له دليلٌ على صِدْقِهِ؛
لأَنَّ اللهَ لا يُمْهِلُ للكَذَّابِ أَبَداً.
فالذين ادَّعَوا
النُّبُوَّةَ ما أَمْهَلَهُمُ اللهُ، ولا صار لهم ذِكْرٌ، ولا صار لهم أَثَرٌ، بل
مَحَا أَثَرَهُمْ وأَبْطَلَ قولَهم، فدلَّ ذلك على صِدْقِ الرَّسُولِ صلى الله
عليه وسلم ، وأَنَّ اللهَ جل وعلا يُؤَيِّدُهُ ويُعِيْنُهُ، فقد مَكَّنَهُ في
الأَرْضِ، ونَصَرَ دِيْنَه، وأَعْلَى رَايَتَه، ولهذا يقول الله له: { قُلۡ
كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۚ} [الإسراء: 96] ، فكيف يشهد اللهُ تبارك وتعالى هذا
ويعلمه ثمَّ يتركه؟!