ويقول جل وعلا : {إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} [التوبة: 120] ، ويقول عز وجل : {إِنَّا
لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30] . ونَحْنُ نُشَاهِدُ الكُفَّارَ يعملون الجرائِمَ
والقبائِحَ والكُفْرَ ولا ينالون جزاءَهم في هذه الدُّنْيَا، بل يموتون وَهُمْ على
كُفْرِهِمْ، فهل معنى هذا أَنَّه يُتْرَكُونَ؟ ونُشَاهِدُ كثيراً من المسلمين في
عَنَاءٍ وشِدَّةٍ وأَمْراضٍ وابْتَلاَءَاتٍ، ولا ينالون من ثوابِهم شيئاً في
الدُّنْيَا، فهل معنى هذا أَنَّ اللهَ ضَيَّعَ أَعْمالَهم؟
بلْ هذا دليلٌ على أَنَّ
هناك دَاراً أُخْرَى للثَّوابِ والعقابِ، وإِلاَّ فإِنَّ هذا طَعْنٌ في حِكْمةِ
اللهِ وعدلِه بينَ عبادِه.
فهذا من الأَدِلَّةِ القاطعةِ على البَعْثِ: أَنَّه لو لم يكنْ هناك بَعْثٌ لكان خَلْقُ السَّمواتِ والأَرْضِ عبثاً، وليس لأَعْمالِ النَّاس نتائِجُ.