وقولُه: «تعالى عن قولِ أَشْباهِ المَجُوسِ عُلُوًا كبيراً»؛ لأَنَّهم يقولون: إِنَّ العبادَ يخلقون أَفْعالَهم، دون أَنْ يكون للهِ فيها إِرَادةٌ أَوْ خلقٌ أَوْ تدبيرٌ، فصاروا مثلَ المَجُوسِ الذين يقولون: الإِلَهُ إِلَهَيْنِ: إِلَهٌ للنُّورِ يخلق الخيرَ، وإِلَهٌ للظُّلْمَةِ يخلق الشَّرَّ، ولذلك يَعْبُدُونَ النَار. فالمعتزلةُ أَشَرُّ من المجوسِ؛ لأَنَّهم أَثْبَتُوا خَالِقِيْنِ مُتَعَدِّدِيْنَ، وأَمَّا المجوسَ فقد أَثْبَتُوا خَالِقَيْنِ اثْنَيْنِ.