×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 ويقول لوَزِيْرِهِ هَامَانَ: ابْنِ لِي صَرْحاً. يعني: يبني له شيئاً مرتفعاً - منارةً أَوْ مقصورةً مرتفعةً - ليرتفعَ إِلَى السَّماءِ ويبحثُ عن هذا الإِلهِ الذي أَخْبَرَ عنه مُوْسَى! وهذا من بابِ الجُحُودِ والعِنَادِ، وإِلاَّ فهُوَ يعلم أَنَّه ليس بواصلٍ إِلَى السَّماءِ، ولا مُطَّلِعُ على السَّمواتِ، لكنَّه يُمَوِّهُ على النَّاس، ويَتَحَدَّى مُوْسَى بزَعْمِهِ؛ لأَنَّ مُوْسَى عليه السلام ِ أَثْبَتَ العُلُوَّ للهِ سبحانه وتعالى ، والمُعطِّلةُ يَنْفُونَ عُلُوَّ اللهَِ، ومنهم فِرْعَوْنُ الذي قال: { وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَٰهَٰمَٰنُ ٱبۡنِ لِي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَبۡلُغُ ٱلۡأَسۡبَٰبَ ٣٦ أَسۡبَٰبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ كَٰذِبٗاۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِۚ وَمَا كَيۡدُ فِرۡعَوۡنَ إِلَّا فِي تَبَابٖ ٣٧} [غَافِرٍ: 36، 37] وقال - أيضًا - : {وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي فَأَوۡقِدۡ لِي يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجۡعَل لِّي صَرۡحٗا} [القصص: 38] يريده أَنْ يعملَ آجُرَ لأَنَّه أقوى، ويبني منه العمودَ الذي يَصْعَدُ عليه إِلَى السَّماءِ {لَّعَلِّيٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} [القصص: 38] .

وهذا دليلٌ على أَنَّ مُوْسَى عليه السلام أَخْبَرَهُ أَنَّ اللهَ في السَّماءِ.


الشرح