وقال عليه الصلاة والسلام : «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ،
فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]). وفي بعضِ
أَلْفاظِ الحديثِ: «وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ في
النَّارِ» ([2]).
فالبِدْعَةُ مُحَرَّمَةٌ؛
لأَنَّه زيادةٌ في الدِّين، وتشريعٌ لم يَأْذَنْ به اللهُ { أَمۡ
لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ} [الشورى: 21] .
الدِّيْنُ هو ما شَرَعَهُ اللهُ، وما لم يَشْرَعْهُ اللهُ فهو من شَرْعِ
الشَّيْطَانِ، وهو مردودٌ وباطلٌ، لأَنَّ اللهَ أَكْمَلَ هذا الدِّينَ، قال تعالى:
{ ٱلۡيَوۡمَ
أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ} [المائدة: 3] .
فالدِّينُ كاملٌ لا يحتاج
إِلَى زيادةٍ، وإِنَّما الواجبُ علينا العملُ بما شَرَعَهُ اللهُ، وترَك ما لم
يَشْرَعْهُ اللهُ، وإِنْ سَاغَ لبعضِ النَّاس أَوْ زَيَّنَهُ بعضُ النَّاس أَوْ
لَفَّقُوهُ فإِنَّه باطلٌ ومردودٌ، ويكفي أَنَّه بِدْعَةٌ، وأَنَّه ليس من
الشَّرْع، وأَنَّ اللهَ لا يَرْضَى به، فكيف يُتْعِبُ الإِنْسانُ نفسَه بشيءٍ يترك
السُّنَنَ ويَنْشِطُ في البِدَعِ؟! هذا من الشَّيْطان، وإِذَا كان عنده رَغْبَةٌ
في الخيرِ فالسُّنَنُ فيها بركةٌ فيها غَنِيَّةٌ، ولكنَّ الشَّيْطانَ يُزَيِّنُ
لهَؤُلاَءِ سوءَ أَعْمالِهم.
والبِدَعُ تنقسم
إِلَى:
بِدَعٌ قولية: كدُعاءِ غيرِ الله، والذَّبْحِ لغيرِ الله، والاستغاثةِ بغيرِ الله من الأَمْوات، هذا لم يَأْذَنْ به اللهُ، بل نَهَى اللهُ عنه، فهو بِدْعةٌ مُكفِّرةٌ. وكذلك مقالاتُ الجَهْميَّةِ الذين يَنْفُونَ الأَسْمَاءَ والصِّفاتِ، هذا من البِدَعِ المُكفِّرةِ.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).