وقوله: «كُلُّ كَلاَمِ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لاَ
لَهُ إِلاَّ أَمْرًا بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهْيًا عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ ذِكْرَ اللَّهِ»،
فقد يكونُ الإنسانُ عِنده أعمالٌ صَالحة كثيرةٌ، ولكنه لا يُمسِك لِسانه، فيُفسد
لِسانُه أعمالَه ويَقضِي عليها؛ يَسُبُّ هذا، ويَشتُم هذا، أو يَغتاب هذا،
ويَنُمُّلهذا، فهَذا يَأخُذ من حَسناته حتى تفنَى ولا يَبقى عِنده شيءٌ.
وقوله: «فَإِنَّ الأَْعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ
اللِّسَانَ» يعني: تُحذِّره وتُخوِّفه مِن أن يتسبَّب في هَلاكها، فهذه
القِطعة الصَّغيرة قد تكُون سببًا في هَلاك الجِسم كُله.