×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْسَلَ الرُّسُلَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، وَلاَ أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ» ([1]).

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ فِي خُطْبَتِهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلاَةِ الْكُسُوفِ أَنَّهُ قَالَ: «يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لاَ أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا»، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟» ([2]).

وَفِي ذِكْرِ هَذِهِ الْكَبِيرَةِ بِخُصُوصِهَا عَقِبَ صَلاَةِ الْكُسُوفِ سِرٌّ بَدِيعٌ لِمَنْ تَأَمَّلَهُ.

****

الشرح

كذلكَ إذا زنَى الرجُل جنَى على نفسِه بأن أفسدَ عِرضه، وجنَى على المَرأة وأوليائِها، وجنَى على المُجتمع، ولذلكَ يُرجَم الزَّاني إذا كانَ ثَيِّبًا، ويُجلَد ويُطرَد من البلدِ إذا كانَ بِكْرًا؛ لأنه أصبحَ عُضوًا فاسدًا.

ولا شَكَّ أن الزِّنا له أسبابٌ منها: النظرُ المُحرَّم، والعُرْيُ، والسُّفور، والاختلاطُ بينَ الرجالِ والنساءِ، وليسَ هُناك أضعفُ مِن الرجلِ مع المَرأة، ويترتَّب على إتيانِ هذه الكَبيرة - التِي هِي الزنَا - خَراب الدنيَا وخَراب الدينِ.

وقَوله في آثارِ الزنَا: «وَيَكْسُو صَاحِبَهُ سَوَادَ الْوَجْهِ، وَثَوْبَ الْمَقْتِ بَيْنَ النَّاسِ»، ولذلكَ تَجِد الزَّاني خَجِلاً في المُجتمع مُهانًا ذَليلاً خائفًا، أما من سَلِمَ من الزنَا فهو بينَ الناسِ عَزيزٌ ومَحبوبٌ، فالناسُ كلُّهم يَأنفُون مِن الزنَا ويَكرهُون الزَّاني ويَبتعِدون عنه.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (4634)، ومسلم رقم (2760).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1044)، ومسلم رقم (901).