×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

- أن تَتجنَّب، فتُرخِي الحِجاب على بَدنها بحيثُ لا يظهرُ منه شيءٌ يَفتنُ الناسَ، فالمُحَجَّبة لا يُدرَى عنها ولا تُعرَف هل هِي جَميلةٌ أو دَمِيمةٌ.

- وأن تَسْتُر الحُلِيَّ الذِي عليها.

- وأن يكونَ اللِّباسُ الذي تَلْبَسُه ليسَ فيه جمالٌ ولا زينةٌ تؤدِّي إلى الفِتنة، وإنما يكُون ثوبًا ساترًا ليسَ فيه تَطريزٌ وليس فيه شيءٌ من التَّجْمِيل.

فبهذه الطريقةِ تَسْلَمُ المَرأةُ ويَسْلَمُ مِنها الناسُ.

ولذلك يَحْرِصُ الشيطانُ وجُنوده مِن بَني آدمَ على الدعوةِ إلى السُّفور، فتَجِدهم يُهاجِمون الحِجاب ويَسخرُون منه؛ لأن الشيطانَ - لعنَه اللهُ - يَعْلَمُ ما لِكَشْفِ الحِجاب من الفِتن والشُّرور.

وقد حاولَ مع آدمَ وزوجَه من قبلُ حِينما أمرَهما بالأكلِ من الشَّجَرة لكي تظهرَ لهما عَورتُهما، قالَ تَعالى: {فَوَسۡوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ لِيُبۡدِيَ لَهُمَا مَا وُۥرِيَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَٰتِهِمَا} [الأعراف: 20] ، {فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورٖۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ} [الأعراف: 22] .

ثم أمرَ المُشركين في أن يَطَّوَّفُوا بالبيتِ عُرَاةً، ويقولُ لهم: اخلعُوا هذه الثِّياب التي عَصَيْتُم اللهَ فيها، مِن شِدَّة الوَرَعِ بزَعْمِه، وهو يَقصِد الفِتنة، فكانُوا يَطوفون بالبيتِ عُرَاةً ويَعتبرون هذا مِن الطَّاعة للهِ: {وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ} [الأعراف: 28] ، يَظُنُّون أن هَذا مِن الطاعةِ للهِ عز وجل .


الشرح