وَقَالَ الآْخَرُ:
قَالُوا جُنِنْتَ بِمَنْ تَهْوَى
فَقُلْتُ لَهُمْ |
|
الْعِشْقُ أَعْظَمُ مِمَّا
بِالْمَجَانِينِ |
الْعِشْقُ لاَ يَسْتَفِيقُ الدَّهْرَ
صَاحِبُهُ |
|
وَإِنَّمَا يُصْرَعُ الْمَجْنُونُ
فِي الْحِينِ |
****
الشرح
المُصنِّف رحمه الله يَرُدُّ
في هذا الفَصل على من يَتساءلُ ويَقول: من ابْتُلِي بهذه الجَريمة، ووَقَعَتْ في
قَلبه، وأَثَّرَتْ فيه، وصارَ يَمِيلُ إليها، هَل له عِلاجٌ يُذْهِب عنه هَذه
البَلِيَّة؟ هذا هو مَحَلُّ الشاهدِ مِن هَذه المُقَدِّمة.
والجَواب: نَعَمْ،
هذا الدَّاءُ له طَريقان:
الأول: يكونُ قبلَ حُصول
هذه الجَريمة، وذلك بغَضِّ البَصر، فهو سبيلٌ إلى حِفظ الفَرْجِ، أما إطلاقُ
البَصَرِ فهو سَبيل إلى الوُقُوعِ في الفَاحشة.
وأيضًا يَجتنبُ المُخالَطة،
ومَجامع الفِتنة، ومُجالسة الغِلْمان ومُصاحبتهم؛ حتى يَسْلَم، وهذا عِلاجُ مِن
بَاب الوِقاية.
والله جل وعلا أمرَ الرِّجال والنساءَ بغَضِّ البَصر: {قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ ٣٠وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوۡ نِسَآئِهِنَّ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ وَلَا يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٣١} [النور: 30، 31] .