ففي غَضِّ البَصَر وِقاية
مِن الزنَا واللواطِ وفِعل الفَواحشِ، لأنه ما يقعُ فيها إلا بسَبَبِ إطلاقِ
النظرِ.
وأيضًا فإن غَضَّ البصرِ
يؤدِّي إلى زَكاة القلبِ وطَهارته؛ لأن النظرةَ المُحرَّمة تَزْرَع في القَلب
شهوةً وفِتنة، فإذا امتنعَ عن النظرِ المُحرَّم بَقِي قَلبه طاهرًا لا يَصِل إليه
شيءٌ مِن هذا الإثمِ، ولذلكَ قالَ اللهُ تبارك وتعالى : {ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ} [النور: 30] ، ومَن
غضَّ بصرَه عوَّضه اللهُ بنورٍ في قَلبه يُميِّز بينَ الخبيثِ والطيِّب.
وغَضُّالبصرِ ليسَ عن
الأشخاصِ فَقط، بل عن الصُّوَر أيضًا، صُوَر النساءِ والمُردان التي تُعرَض في
الفَضائِيَّات أو في الصُّحُف أو المَجَلاَّت، فهذه فِتنةٌ تَجُرُّ إلى الفاحشةِ
والعِياذُ باللهِ.
وهؤلاء الذِين يَضَعُون هذه
الصُّوَر على أغلفةِ الكُتب ودَاخلها، ويَنشرونها في الشاشاتِ، يَقصدون بذلك أن
يَفْتَتِن الناسُ بها، ويَتعلَّقُوا بها، فيَقَعُوا في الفَواحشِ، هذا هو القصدُ
من حِرصهم على نَشر هذه الصُّوَر بأيِّ وسيلةٍ.
فعلى المُسلِم أن يَغُضَّ بصرَه، وأن يَطْمِسَ مِثل هَذه الصُّوَر إذا قَدِرَ عليها؛ لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم : «لاَ تَدَعْ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ، وَلاَ صُورَةً إِلاَّ طَمَسْتَهَا» ([1])، لأجلِ إزالةِ الفِتنة بها.
([1])أخرجه: مسلم رقم (969).