أَتُحِبُّ أَعْدَاءَ
الحَبِيبِ وَتَدَّعِي |
|
حُبًا لَهُ
مَا ذَاكَ فِي إِمْكَانِ |
وَكَذَا
تُعَادِي جَاهِدًا أَحْبَابَهُ |
|
أَيْنَ
المَحَبَّةُ يَا أَخَا الشَّيْطَانِ |
فالذي يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ
ما يُحِبُّه اللهُ، ويُبغِض ما يُبغِضه.
ويقولُ الشَّاعر:
لَوْ كَانَ
حُبُّكَ صَادِقًا لَأَطَعْتَهُ |
|
إِنَّ
المُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعٌ |
فهذه عَلامةُ المَحبَّة،
واليَهود يَقولون: نحنُ نُحِبُّ اللهَ، لكِن كَفروا برسُوله صلى الله عليه وسلم ،
فردَّ اللهُ عَليهم بقَوله: {قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ
ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ
غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ
ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٢} [آل عمران: 31، 32] .
فمَن ادَّعى مَحبة اللهِ
فعَليه أن يُطِيع اللهَ، وأن يُطِيع رسولَه صلى الله عليه وسلم ، وأن يُحِب
أولياءَ اللهِ. واللهُ جل وعلا يقولُ في الحَديث القُدسِيِّ: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ» ([1])، فالذِي
يُبغِض أولياءَ اللهِ مُحارِبٌ للهِ سبحانه وتعالى .
وكذلكَ يَجِب عليك بُغْضُ
أعداءِ اللهِ من اليَهود والنَّصارى وسَائر الكَفَرَة؛ لأنهم أعداءُ اللهِ، وهَذا
هو مَعنى الوَلاءِ والبَراء: أن تُوالِي أولياءَ اللهِ، وتُعادي أعداءَ اللهِ. فلا
يكُون الناسُ عِندك سواءً، وإنما تُميِّز بينَ أهلِ الإيمانِ وأهلِ الكُفر.
وقوله: «الْحُبُّ لِلَّهِ وَفِيهِ» فلا تُحِب
لأجلِ الدنيَا أو تُبغِض لأجلِ الدنيَا، مَن أعطاكَ مِن المالِ أحببتَه، ومَن لم
يُعطِك أبغضتَه! وإنما تُحِب في اللهِ عز وجل وتَكْرَه للهِ، ولهذا جاءَ في
الحَديث: «أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ: الحُبُّ
فِي اللهِ، وَالبُغْضُ فِي اللهِ» ([2]).
وقالَ ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما : «أَحِبَّ للهِ، وأَبْغِضْ لله، وعَادِ في الله، ووَالِ في الله، فإنه لا تُنَال ولايةُ اللهِ إلا بذلك، ولا يَجِد رجلٌ طعمَ الإيمانِ وإن كَثُرَتْ صَلاته وصِيامه حتى يكُون كذلكَ، وقد صَارت مُؤَاخَاة الناسِ اليومَ في أمرِ الدنيَا، وذلكَ ما لا يُجْزِئ عن أهلِه شيئًا يومَ القِيامة» ([3]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (6502).