×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

فقامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فكَبَّرَ، فقُمنا فصَفَّنا فصلَّى ركعتينِ ثُم سلَّم، قال: وحَبسناه على خَزِيرَةٍ صَنعناها له، قال: فآبَ في البيتِ، رجالٌ من أهلِ الدارِ ذَوُو عَدَدٍ، فاجتمعُوا، فقالَ قائلٌ منهم: أينَ مالكُ بن الدُّخْشُن؟ فقالَ بعضُهم: ذلك مُنافق لا يُحِب اللهَ ورسولَه.

فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «لاَ تَقُلْ ذَلِكَ، أَلاَ تَرَاهُ قَدْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ؟».

قال: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: فإنَّا نرَى وجهَه ونَصيحته إلى المُنافقين.

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «فَإِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ» ([1]). بهذا القيدِ: «يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ».

وفي الحديثِ الآخرِ: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ، حَرُمَ مَالُهُ، وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ» ([2]).

أما أن يقولَ: «لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ» ولا يكفرُ بما يُعبَد مِن دُون اللهِ، ولا يَبتغي بذلكَ وجهَ اللهِ، فهذا لا يَنفعُه قَولها؛ لأن المُنافقين يَقولون: «لا إلهَ إلا اللهُ»، وهم في الدَّرْكِ الأسفلِ مِن النارِ؛ لأنهم لا يَبتغون بذلكَ وجهَ اللهِ وإنما يُريدون أن يَعيشوا معَ الناسِ ويَسْلَمُوا مِن القَتل، فهم أسلمُوا ظاهرًا ولكِنهم كُفار في الباطنِ، ولا يُريدون وجهَ اللهِ عز وجل .

فليسَ المقصودُ مُجرَّد التلفُّظ بـ «لا إلهَ إلا اللهُ»، بل التلفُّظ والعَمَل بها، فهِي كَلمة عَظيمة تَجمعُ كُل الدِّين.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (425)، ومسلم رقم (33).

([2])أخرجه: مسلم رقم (23).