وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ
عَنْهُ صلى الله عليه وسلم : «إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ
عِنْدَ الْمَوْتِ إِلاَّ وَجَدَتْ رُوحُهُ لَهَا رَوْحًا» ([1]).
فَحَيَاةُ هَذِهِ الرُّوحِ
بِحَيَاةِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِيهَا، فَكَمَا أَنَّ حَيَاةَ الْبَدَنِ بِوُجُودِ
الرُّوحِ فِيهِ، وَكَمَا أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ فَهُوَ فِي
الْجَنَّةِ يَتَقَلَّبُ فِيهَا، فَمَنْ عَاشَ عَلَى تَحْقِيقِهَا وَالْقِيَامِ
بِهَا فَرُوحُهُ تَتَقَلَّبُ فِي جَنَّةِ الْمَأْوَى وَعَيْشُهُ وَأَطْيَبُ عَيْشٍ
قَالَ: {وَأَمَّا
مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ ٤٠فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ
هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ ٤١} [النَّازِعَاتِ:
40- 41] .
فَالْجَنَّةُ مَأْوَاهُ
فَحَيَاةُ هَذِهِ الرُّوحِ بِحَيَاةِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِيهَا، فَكَمَا أَنَّ
حَيَاةَ الْبَدَنِ بِوُجُودِ الرُّوحِ فِيهِ، وَكَمَا أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى
هَذِهِ الْكَلِمَةِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ يَتَقَلَّبُ فِيهَا، فَمَنْ عَاشَ عَلَى
تَحْقِيقِهَا وَالْقِيَامِ بِهَا فَرُوحُهُ تَتَقَلَّبُ فِي جَنَّةِ الْمَأْوَى
وَعَيْشُهُ وَأَطْيَبُ عَيْشٍ قَالَ: {وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ
رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ ٤٠فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ
٤١} [النَّازِعَاتِ:
40- 41] .
يَوْمَ اللِّقَاءِ،
وَجَنَّةُ الْمَعْرِفَةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالأُْنْسِ بِاللَّهِ وَالشَّوْقِ إِلَى
لِقَائِهِ وَالْفَرَحِ بِهِ وَالرِّضَا بِهِ وَعَنْهُ مَأْوَى رُوحِهِ فِي هَذِهِ
الدَّارِ، فَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ الْجَنَّةُ مَأْوَاهُ هَاهُنَا، كَانَتْ جَنَّةُ الْخُلْدِ
مَأْوَاهُ يَوْمَ الْمِيعَادِ، وَمَنْ حُرِمَ هَذِهِ الْجَنَّةَ فَهُوَ لِتِلْكَ
الْجَنَّةِ أَشَدُّ حِرْمَانًا، وَالأَْبْرَارُ فِي النَّعِيمِ وَإِنِ اشْتَدَّ
بِهِمُ الْعَيْشَ، وَضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الدُّنْيَا، وَالْفُجَّارُ فِي جَحِيمٍ
وَإِنِ اتَّسَعَتْ عَلَيْهِمُ الدُّنْيَا.
قَالَ تَعَالَى: {مَنۡ
عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ
حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ } [النَّحْلِ:
97] وَطِيبُ الْحَيَاةِ جَنَّةُ الدُّنْيَا.
****
الشرح
قوله: «لا إلهَ إلا اللهُ» في القلبِ بمَنزلة الرُّوح في البَدَن،
([1])أخرجه: النسائي في الكبرى رقم (10871)، وابن ماجه رقم (3795)، وأحمد رقم (187).