قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «إِذَا
مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا»، قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ
الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «حِلَقُ الذِّكْرِ» ([1]).
وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُ صلى
الله عليه وسلم : «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ
الْجَنَّةِ» ([2]).
وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُ -
وَقَدْ سَأَلُوهُ عَنْ وِصَالِهِ فِي الصَّوْمِ - : «إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ
إِنِّي أَظَلُّ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي» ([3]).
فَأَخْبَرَ صلى الله عليه
وسلم أَنَّ مَا يَحْصُلُ لَهُ مِنَ الْغِذَاءِ عِنْدَ رَبِّهِ يَقُومُ مَقَامَ
الطَّعَامِوَالشَّرَابِ الْحسي، وَأَنَّ مَا يَحْصُلُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ
يَخْتَصُّ بِهِ وَلاَ يُشَارِكُهُ فِيهِ غَيْرُهُ، فَإِذَا أَمْسَكَ عَنِ الطَّعَامِ
وَالشَّرَابِ فَلَهُ عَنْهُ عِوَضٌ يَقُومُ مَقَامَهُ وَيَنُوبُ مَنَابَهُ،
وَيُغْنِي عَنْهُ، كَمَا قِيلَ ([4]) :
|
لَهَا أَحَادِيثُ مِنْ ذِكْرَاكَ
تَشْغَلُهَا |
|
عَنِ الشَّرَابِ وَتُلْهِيهَا عَنِ
الزَّادِ |
|
لَهَا بِوَجْهِكَ نُورٌ تَسْتَضِيءُ
بِهِ |
|
وَمِنْ حَدِيثِكَ فِي أَعْقَابِهَا
حَادِ |
|
إِذَا اشْتَكَتْ مِنْ كَلاَلِ السَّيْرِ
أُوعِدُهَا |
|
رَوْحَ اللِّقَاءِ فَتَحْيَا عِنْدَ
مِيعَادِ |
****
الشرح
حِلَق الذِّكْر: هي مَجالس العِلم، تُذكِّرك باللهِ عز وجل ، وتُبَيِّن لك إذا كُنت على خَطأٍ فتَرجعُ إلى الصَّواب، وتَستفيد مِنها ما تَجهلُ، وهي رِياض الجَنة؛ لأنها توصِّل إلى الجَنة بإذنِ اللهِ،
([1])أخرجه: الترمذي رقم (3510)، وأحمد رقم (12523)، والبزار رقم (6500)، وأبو يعلى رقم (3432).