قالَ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا
سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ» ([1])، فهَذه مَجالس أهلِ
الجَنة، أما مَجالسُ اللهوِ واللَّعب فإنها مَجالسُ أهلِ النارِ وأهلِ العَذاب.
وقوله صلى الله عليه
وسلم : «مَا بَيْنَ بَيْتِي
وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ»، لماذا؟ لأن اللهَ أنزلَ فيها
العِلم والخَير والعِبادة، وصلَّى بها رسولُ اللهِ، وعَلَّم أصحابَه، ودعَا فيها
إلى اللهِ عز وجل ، فهي رَوضةٌ مِن رِياض الجَنة، ولذلكَ تُستَحب الصَّلاة فِيها.
وقوله: «وَقَدْ سَأَلُوهُ عَنْ وِصَالِهِ فِي
الصَّوْمِ»، والوِصَال: أن يَصُوم أيامًا عَديدة لا يُفطِر بينها، وهذا نَهى
عنه الرسولُ صلى الله عليه وسلم ؛ لأن اللهَ جل وعلا يقولُ: {وَكُلُواْ
وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ
مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ} [البقرة: 187] ،
فجعلَ نِهاية الصِّيام إلى الليلِ.
وفي الحَديث: «قَالَ اللهُ عز وجل : إِنَّ أَحَبَّ
عِبَادِي إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا» ([2]).
وقد كَانوا في أوَّل الإسلامِ يَصومون اليومَ كُلَّه، ويُفطِرون ما بينَ المَغرب والعِشاء فَقط، فإذا دخلَ وقتُ العِشاء صَاموا إلى المَغرب، فلا يُفطِرون إلا وقتًا قصيرًا ما بينَ المَغرب والعِشاء فَقط، فشَقَّ ذلك عَليهم، فنَسَخَهُ اللهُ وأمرَهم بالإفطارِ ما بينَ غُروب الشمسِ إلى طُلوع الفَجْر؛ أعطَاهم الليلَ كُلَّه يُفطرون فيه يَأكلون ويَشربون، ويُعاشِرون أزواجَهم؛ تخفيفًا على الناسِ ورَحمة بالأُمَّة، فالذِي يُواصل يُخالف هذا التسهيلَ.
([1])أخرجه: مسلم رقم (2699).