×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

فلا إلهَ إلا اللهُ تُبطِل كُل هذه الأمورِ، وتُثبِت الأُلوهِيَّة، وهي العِبادة للهِ عز وجل بجَميع أنواعِها: المَحبة، والخَوف، والرَّجَاء، والرَّغْبة، والرَّهْبة، والإِنابة، والخُشوع، والخَشية، والصَّلاة، والصِّيام؛ لأن العِبادة على ثلاثةِ أقسامٍ:

عِبادة قَوْلِيَّة باللسانِ: مِثل الذِّكْر، والتَّسْبيح، والتَّهليل، والتَّكْبِير.

وعِبادة قَلْبِيَّة: وهي الخَوف، والخَشية، والرَّغبة، والتوكُّل، والإنابَة.

وعِبادة عَمَلِيَّة: يُؤدِّيها الإنسانُ بالجَوارح والأعضاءِ، كالصَّلاة، والصِّيام، والجِهاد، والصَّدَقات.

فجَميع أنواعِ العِبادة لا تَصلحُ إلا للهِ جل وعلا ، وهي حَقُّه على عِباده كما قالَ تَعالى: {وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ} [الذاريات: 56] ، وقالَ صلى الله عليه وسلم : «حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» ([1]).

فالعِبادة حَقٌّ للهِ تبارك وتعالى ، ولا يَجوزُ أن تُعطَى لغيرِه مِمَّا لا يَملِك نفعًا ولا ضرًّا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نُشورًا، {وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةٗ لَّا يَخۡلُقُونَ شَيۡ‍ٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ وَلَا يَمۡلِكُونَ لِأَنفُسِهِمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗا وَلَا يَمۡلِكُونَ مَوۡتٗا وَلَا حَيَوٰةٗ وَلَا نُشُورٗا} [الفرقان: 3] ، فإذا كانُوا لا يَملكون لأنفسِهم، فكيفَ يَملكُون لغيرِهم؟!

فهذا من ضَياع العُقول والأفكَار، ومِن تلاعُب الشيطانِ بِبَني آدمَ، فهو الذِي يَدعُوهم إلى الشِّرك، ويَدعُوهم إلى البِدَع، ويُريد أن يُخرِجهم عن طاعةِ اللهِ عز وجل ، وكذلكَ أتباعُه من شَياطين الإنسِ الذِين يَدعون إلى البِدَع، وإلى الشِّرْكِيَّات، وإلى الخُرَافَات، فالشياطينُ على قِسْمَيْن: شَياطين الإنسِ مِن بَني آدمَ، وشَياطين الجِنِّ مِن ذُرِّيَّة إبليسَ، وكُلهم يَتَّفِقون على إضلالِ الناسِ، وإغوائِهم، وصَرفهم عن طاعةِ اللهِ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2856)، ومسلم رقم (30).