ومِنهم من يُحِب الشرَّ، لا
بُدَّ مِن مَحبة يسيرُ بها الإنسانُ ويَترك، فهِي أساسُ كُل حركةٍ.
فالرجلُ يُحِب المرأةَ حبًّا
طبيعيًّا وشهوانيًّا، ولذلكَ يتغنَّى بجَمالها وبكَلامها حتى يكَاد يَسجُد لها مِن
شِدَّة مَحبته لها، وكَذلك المَرأة تُحِب زَوْجها {وَجَعَلَ بَيۡنَكُم
مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ } [الروم: 21] .
فالمَحبة أصلُها مَوجودٌ في
كُل شيءٍ، حَتى البَهائم تُحِب أولادَها مَحبة طبيعيةً جَبَلَها اللهُ عليها،
ولذلكَ تَجِدها تُدافِع عنها، وتَحِنُّ إليها، وتَتعبُ في حِمايتها ورِعايتها، وهي
ليسَ لها مَصلحة منها، لكن اللهَ جل وعلا جعلَ فيها المَحبة لأجلِ مَصالحِ العِباد.
فالمَحبة مَوجودةٌ في كُل
شيءٍ، لكِن قد تكُون المَحبة لها فَائدة وعَواقب حَميدة، وقد يكُون لها ضَرَر
وعَواقِب سيِّئة، ولذلكَ بَنُو إسرائيلَ لما ابْتُلُوا بالعِجْل الذِي صوَّره لهم
السَّامِرِيُّ من الذهبِ: {وَأُشۡرِبُواْ فِي
قُلُوبِهِمُ ٱلۡعِجۡلَ بِكُفۡرِهِمۡۚ} [البقرة: 93] ، صَاروا يُحِبونه حبًّا شديدًا، وهذه
مَحبة فتنةٍ.
فهذا مَعنى كلامِ الإمامِ ابنِ القيِّم رحمه الله أن المَحبة هي أصلُ كلِّ شيءٍ وكُل حركةٍ.