وَأَقْسَمَ سُبْحَانَهُ
بِطَوَائِفَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ الْمُنَفِّذِينَ لأَِمْرِهِ فِي الْخَلِيفَةِ
كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَٱلصَّٰٓفَّٰتِ صَفّٗا ١فَٱلزَّٰجِرَٰتِ
زَجۡرٗا ٢فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكۡرًا ٣} [الصَّافَّاتِ: 1- 3] . وَقَالَ: {وَٱلۡمُرۡسَلَٰتِ
عُرۡفٗا ١فَٱلۡعَٰصِفَٰتِ عَصۡفٗا ٢وَٱلنَّٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا ٣فَٱلۡفَٰرِقَٰتِ فَرۡقٗا
٤فَٱلۡمُلۡقِيَٰتِ ذِكۡرًا ٥عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا ٦} [المُرسَلات: 1-6] . وَقَالَ تَعَالَى: {وَٱلنَّٰزِعَٰتِ
غَرۡقٗا ١وَٱلنَّٰشِطَٰتِ نَشۡطٗا ٢وَٱلسَّٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا ٣فَٱلسَّٰبِقَٰتِ سَبۡقٗا
٤فَٱلۡمُدَبِّرَٰتِ أَمۡرٗا ٥ } [النَّازِعَاتِ: 1- 5] .
وَقَدْ ذَكَرْنَا مَعْنَى
ذَلِكَ وَسِرَّ الإِْقْسَامِ بِهِ فِي كِتَابِ «أيمان القرآن».
****
الشرح
الإيمانُ بالمَلائكة هو أحدُ
أركانِ الإيمانِ الستَّة، قالَ صلى الله عليه وسلم لما سُئِل عن الإيمانِ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ،
وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِه
وَشَرِّهِ» ([1]).
وقالَ سبحانه وتعالى : {وَلَٰكِنَّ
ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ
وَٱلنَّبِيِّۧنَ} [البقرة: 177] ، وقال جل وعلا : { كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ
وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ} [البقرة: 285] .
فمَن لم يُؤمِن بالمَلائكة
فهو كافرٌ؛ لأنه مُكذِّب للهِ، وجاحدٌ لوجودِ المَلائكة الذينَ أخبرَ اللهُ عنهم
وعن وُجودهم.
والمَلائكة مِن عَالم
الغَيبِ لا نَراهم؛ لأن اللهَ خلقَهم مِن نُور، وخلقَ الشيطانَ مِن النارِ، وخلقَ
آدمَ من تُرَاب.
وهم جُند مِن جُند اللهِ: { وَمَا يَعۡلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَۚ } [المدثر: 31] ، ولا يعلمُ عددَ الملائكةِ إلا اللهُ سبحانه وتعالى ، ولا يعلمُ عِظَم خلقةِ المَلك الواحِد
([1])أخرجه: مسلم رقم (8).