×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 فكُل شيءٍ في هذا الكَون - السَّماوات والأَرض والأَفْلاك والنُّجوم والنَّباتات - مُنتظمٌ لا يَختلفُ ولا يتغيَّر مُنذ خلقَه اللهُ، وهو مُمسِك على هذا النظامِ، وهذا مِن أدلَّة وَحْدَانِيَّة اللهِ سبحانه وتعالى .

والمَعبودات غَير اللهِ جل وعلا كَثيرة، ومَن يقرأُ في «المِلَل والنِّحَل» يَرى تَعدُّد المَعبودات، فهذا يَعبُد الشَّمس، وذلكَ يَعبُد القَمَر، والآخَر يعبدُ الشيطانَ، وغَيره يعبدُ النارَ أو الشَّجر أو الحَجَر، ومنهم مَن يَعبُد النُّور، ومَن يعبُد الظُّلمة، فالناسُ مُتفرِّقون في عِباداتهم.

وهَذه المَعبُودات كُلُّها يُبطِلها قَول: «لا إلهَ إلا اللهُ»، ولهَذا صارتْ هذه الكَلِمة هي كَلمة التَّوْحِيد، وكَلمة الإخلاصِ، وكَلمة التَّقوى، والعُرْوَة الوُثْقَى، فهي كَلِمة عَظيمة؛ لأنها تُبطِل جَميع الشِّرك وتُثبِت التَّوْحِيد للهِ عز وجل ، وهي كَلمة خَفيفة قَليلة الألفاظِ، مُختصَرة يَقولُها الإِنْسَان بسُهولة، ولكِنها ثَقُلَتْ في السَّماواتِ والأرضِ، كما في الحَديث: «لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي وَالأَْرَضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كِفَّةٍ مَالَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ» ([1])، فهي ثَقُلَتْ في السَّماواتِ والأرضِ لأن لها مَعنى عظيمًا، وفيها إبطالُ الشِّرك وإثباتُ التوحيدِ للهِ عز وجل .


الشرح

([1])أخرجه: النسائي في الكبرى رقم (10602)، وأبي يعلى رقم (1393)، والحاكم رقم (1936).