قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا ٱتَّخَذَ
ٱللَّهُ مِن وَلَدٖ وَمَا كَانَ مَعَهُۥ مِنۡ إِلَٰهٍۚ إِذٗا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهِۢ
بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا
يَصِفُونَ ٩١عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ٩٢} [الْمُؤْمِنُونَ:
91- 92] .
وَقَالَ تَعَالَى: { أَمِ ٱتَّخَذُوٓاْ
ءَالِهَةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ هُمۡ يُنشِرُونَ ٢١لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا
ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ ٢٢لَا
يُسَۡٔلُ عَمَّا يَفۡعَلُ وَهُمۡ يُسَۡٔلُونَ ٢٣} [الأَْنْبِيَاءِ: 21- 23] .
وَقَالَ تَعَالَى: {قُل لَّوۡ
كَانَ مَعَهُۥٓ ءَالِهَةٞ كَمَا يَقُولُونَ إِذٗا لَّٱبۡتَغَوۡاْ إِلَىٰ ذِي ٱلۡعَرۡشِ
سَبِيلٗا} [الإِْسْرَاءِ:
42] .
فَقِيلَ: لاَبْتَغَوُا
السَّبِيلَ إِلَيْهِ بِالْمُغَالَبَةِ وَالْقَهْرِ كَمَا يَفْعَلُ الْمُلُوكُ
بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ فِي الآْيَةِ الأُْخْرَى: {
وَلَعَلَا بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ} [المؤمنون: 91] .
قَالَ شَيْخُنَا رضي الله
عنه : وَالصَّحِيحُ أَنَّ الْمَعْنَى: لاَبْتَغَوْا إِلَيْهِ سَبِيلاً
بِالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ وَطَاعَتِهِ، فَكَيْفَ تَعْبُدُونَهُمْ مِنْ دُونِهِ؟!
وَهُمْ لَوْ كَانُوا آلِهَةً كَمَا يَقُولُونَ لَكَانُوا عَبِيدًا لَهُ، قَالَ:
وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا وُجُوهٌ:
مِنْهَا: قَوْلُهُ تَعَالَى: {أُوْلَٰٓئِكَ
ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ
أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ} [الإِْسْرَاءِ:
57] . أَيْ: هَؤُلاَءِ الَّذِينَ تَعْبُدُونَهُمْ مِنْ دُونِي هُمْ عِبَادِي كَمَا
أَنْتُمْ عِبَادِي، وَيَرْجُونَ رَحْمَتِي وَيَخَافُونَ عَذَابِي، فَلِمَاذَا
تَعْبُدُونَهُمْ مِنْ دُونِي؟!
الثَّانِي: أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَقُلْ لاَبْتَغَوْا عَلَيْهِ سَبِيلاً، بَلْ قَالَ: لاَبْتَغَوْا إِلَيْهِ سَبِيلاً، وَهَذَا اللَّفْظُ إِنَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي التَّقَرُّبِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ} [الْمَائِدَةِ: 35] . وَأَمَّا فِي الْمُغَالَبَةِ فَإِنَّمَا يُسْتَعْمَلُ بِعَلَى كَقَوْلِهِ: {فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُواْ عَلَيۡهِنَّ سَبِيلًاۗ} [النِّسَاء: 34] .