×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

وَهَذَا خِطَابٌ لِلْحَاضِرِينَ وَهُمْ عِنْدَ الْمُحْتَضِرِ، وَهُمْ يُعَايِنُونَ مَوْتَهُ، أَيْ: فَهَلاَّ تَرُدُّونَ الرُّوحَ إِلَى مَكَانِهَا إِنْ كَانَ لَكُمْ قُدْرَةٌ وَتَصَرُّفٌ، وَلَسْتُمْ بِمَرْبُوبِينَ وَلاَ بِمَقْهُورِينَ لِقَاهِرٍ قَادِرٍ، تَمْضِي عَلَيْكُمْ أَحْكَامُهُ، وَتَنْفُذُ أَوَامِرُهُ.

وَهَذِهِ غَايَةُ التَّعْجِيزِ لَهُمْ، إِذْ بَيَّنَ عَجْزَهُمْ عَنْ رَدِّ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَىمَكَانِهَا، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَى ذَلِكَ الثَّقَلاَنِ!

فَيَا لَهَا مِنْ آيَةٍ دَالَّةٍ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ سُبْحَانَهُ، وَتَصَرُّفِهِ فِي عِبَادِهِ، وَنُفُوذِ أَحْكَامِهِ فِيهِمْ، وَجَرَيَانِهَا عَلَيْهِمْ!

****

الشرح

قوله: «يَدِينُ فِيهِ النَّاسُ فِيهِ بِأَعْمَالِهِمْ» يعني: يُحاسِبهم بأعمالِهم ويَجْزِيهم عَليها: إنْ خَيرًا جَزاهُم عليها خيرًا، وإن شَرًّا جَزاهُم عليها شَرًّا، {وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا} [الكهف: 49] ، كُلٌّ يُجازَى بعَمله وما قَدَّمَتْ يَداهُ.

وقَوله: «وَسَمَّى اللَّهُ سُبْحَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَوْمَ الدِّينِ» يعني: يومَ الجَزاء ويَوم الحِساب.

وقَوله تَعالى: {غَيۡرَ مَدِينِينَ} [الْوَاقِعَةِ: 86] أي: غَير مُحَاسَبِين.

وقَوله: {تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} [الْوَاقِعَةِ: 87] هذا خِطابٌ للكُفَّار الذِين تَمَرَّدُوا على اللهِ سبحانه وتعالى ، وعَصَوْا أَوَامِرَه، وخَالفُوا دِينَه، وأشركُوا به، وزعمُوا أنهم أحرارٌ، وأنهم يَفعلُون ما يَشاؤون، مِثل ما يَقولُه الآنَ المَلاَحِدة الذينَ يُنكِرون وُجودَ الرَّبِّ تبارك وتعالى .


الشرح