الشرح
الطَّائفةُ الأُولَى
التي ابتُليَتْ بالعِشْق همُ الذين وَقَعُوا في فَاحشَة الزِّنَا والعيَاذُ بالله،
وَقدْ نهى اللهُ جل وعلا عنْ قُربَانِه وفِعْلِ الأَسبَاب التي تُوصِّلُ إليْه،
فقال: {وَلَا
تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا} [الإسراء: 32] ،
فكيفَ بإتيَانِه وفِعلِه؟!
والأَسبَاب التي تُوصِّل إلى
الزِّنَا كَثيرَة، مِنهَا: إِطلاقُ النَّظرِ إلى النِّسَاء، قال تعالى: {قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ
يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ
إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ ٣٠وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ
أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا
ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ
أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ
إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوۡ نِسَآئِهِنَّ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ
أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ
لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ وَلَا يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ
لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا
أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٣١} [النور: 30، 31] .
فإِطْلاق النَّظرِ إلى ما
حرَّم اللهُ يُوقِع الرِّجَالَ والنِّسَاء في الفَاحشَة، وليْسَ الأَمرُ مُقتصَرًا
على الرِّجالِ فقَط، بل إِنَّ النِّسَاء أَيضًا إِذا نَظرَتْ إِحدَاهُن إِلى
الرِّجَال نَظَر شَهوةٍ وَقعَت في الفَاحشَة، وهي أَشَد مِن الرِّجُل فتنَة.
واليْوم ابتُلِي كَثيرٌ مِن
النَّاس بالشَّاشَات والفَضائيَّاتِ التي تُعرَضُ فيهَا الصُّور الفَاتنَة
والعَاريَة، والمَجَلاَّتِ والكُتبِ التي تُوضَع فيها صُورُ النِّسَاء الفَاتنَة،
فلمْ يعدِ الأَمرُ قاصرًا على النَّظرِ إلى النِّسَاء، وإنَّما عمَّ البَلاء وصَار
يَصلُ إلى الإِنْسَان في أَي مكَانٍ ولَو لم يكنْ قَريبًا مِن أمَاكن تَواجُدِ
النِّسَاء.