ومِن أسبَابِ الوُقوعِ في
الزِّنا أيضًا: اختِلاطُ النِّسَاء بالرِّجَال، سَواءٌ اختَلطنَ بهم في العَملِ أو
في الأَسوَاقِ أو حتَّى في المسَاجدِ، وقد أَمرَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
النِّسَاء أنْ يكنَّ خَلْف الرِّجالِ في الصَّلاة منْعًا للاخْتِلاط([1]).
أمَّا ما يقَع في الحجِّ وفي
مَواطنِ الزِّحَام التي ليْس للنِّاس فيها طَاقةٌ في فصْلِ النِّسَاء عنِ
الرِّجَال فهذا شَيءٌ مُغتَفرٌ، لكنْ علَى كلٍّمِن الرَّجلِ والمَرأَة أنْ يتَحرزَ
مِن الفِتنَة، ولذلك لا تَجوزُ المُزاحمَة على الحَجَرِ إذا كان عنْده نِسَاء،
وليْس هذا طَاعة في المُزاحمَة على الحَجَر في هذه الحَالةِ، وإنَّما هو مَعصيَةٌ
لمَا فيه مِن الفِتنَة.
كذلك مِن وسَائلِ الزِّنَا:
خُلوَةُ الرَّجلِ بامْرأَة لا تَحلُّ لَه، سَواءٌ في مَكتبٍ أو في بَيتٍ أو في
برٍّ أو في سَيارة، فهذا من أسبَاب الوُقوعِ في الفَاحشَة، ولهذا قال صلى الله
عليه وسلم : «لاَ يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ
بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا» ([2]).
ومِن وَسَائل الزِّنا التي
حَذرَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم منْها: سَفَرُ المَرأَة بِدونِ مَحْرَمٍ ([3])؛ لأنَّها
تَقعُ فَريسَةً للفُسَّاق وضِعَافِ النُّفوسِ، وهي ضَعيفَة، أَو تَنخَدِع، فلا
بُدَّ أنْ يَكونَ معَها مَحرَم يَحمِيها، وَسَفَرٌ إلى البِلادِ البَعيدةِ تَضيعُ
فِيه المَرأَةُ ولا يَكونُ عندَها وَازِعٌ لا مِن عَقلٍ ولا مِن دِينٍ، وتَكونُ
قَريبةَ التَّناوُل، فلا بُدَّ مِن مَحرَم؛ لِحمَايتِها مِن ذئابِ البَشرِ
الضَّارية.
كذلك مِن الوسَائل التي تُوقِع في الزِّنَا: تَعرِّي المَرأَةوسُفورُهاوعدَم احتِشامِها بِالسِّتْر، فهذا ممَّا يُعرضُها ويُعرضُ الرِّجَال للفَاحشَة،