ولهذا قَال الله جل وعلا : {وَقُل
لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا
يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31] ، وهي: زِينَة البَدنِ، وزِينَة الحُلِي،
وزِينَة الثِّيابِ: {إِلَّا
مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا
يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآئِهِنَّ} [النور: 31] إلى
قولِه تعالى: {وَلَا
يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ} [النور: 31] .
فإِذا كانَ على المَرأَة
خُلخَال وهو تَحتَ الثِّيابِ فَلا تَضرِب برجلِها حتَّى يُسمعَ صَوتُه؛ لأنَّ هذا
فِتنَة يَلفتُ نظَر الرَّجلِ الذي فيه رِيبةٌ أو في قَلبِه مَرضٌ؛ فيَطمعُ بهَا.
وكذلك مِن وسائل الوُقوعِ في
الفَاحِشَة: أنَّ المَرأَة تَلينُ في الكَلامِ مع الرَّجلِ وتُمازِحه، وتُرقِّقُ
صَوتَها في الحديثَ معه؛ ممَّا يُطمِّع أصَحابَ القُلوبِ المَريضَة فيها، قال
تعالى: {فَلَا
تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ وَقُلۡنَ قَوۡلٗا
مَّعۡرُوفٗا} [الأحزاب: 32] ،
ومِن حِمايَة المَرأَة بَقاؤها في البَيتِ وعندَها مِن العَملِ في البَيتِ مَا
يَكفيهَا: {وَقَرۡنَ
فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ} [الأحزاب: 33] ،
والمُرادُ بالتَّبرجِ: الظُّهورُ بالزِّينَة.
وقولُه: «والطَّائفةُ الثَّانية الذينَ حَكَى اللهُ عنْهم العِشقَ: هُمُ اللُّوطِيَّة»، واللِّواطُ - والعياذ بالله - أَسوأُ مِن الزِّنا، وهذه الجِّريمَة لم تكنْ مَعروفةٌ في العَالَم قبْل قومِ لُوط: {أَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ} [الأعراف: 80] ، ولذلك عَاقبَهم الله جل وعلا عُقوبَة لم يُعاقِب بها غيرَهم؛ حيثُ أَمر جِبرِيل عليه السلام فَرفَع ديَارَهم على طَرفِ جَناحِه إلى عَنانِ السَّماءِ ثُمَّ قَلَبها عليهموخَسفَ بهم، وأُتبعُوا بحَجارَة مِن سِجِّيل؛ هذه عُقوبَة لمْ يَسبِقْ لهَا نَظيرٌ؛ لأنَّ جَريمتَهم لمْ يَسبقْ لهَا نَظيرٌ،