×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 حتَّى البَهائم تَأْنف مِنها، فَلا يَعلُو ذِكرٌ على ذِكرٍ في جميعِ البَهائم، لكنَّ فَسقةَ بني آدَم أَخسُّ مِن البهَائم - نسأل الله العافية - .

ولمَّا نهَى لُوطٌ عليه السلام قومَه عنِ الفَاحشَة، وحذَّرَهم مِن عَذابِ اللهلمْ يَمتثِلُوا، وهدَّدُوهوقالوا: {أَخۡرِجُوٓاْ ءَالَ لُوطٖ مِّن قَرۡيَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ} [النمل: 56] ، عَيَّرُوه ومَن معه بأنَّهم يَتطهرُون ولا يَريدُون اللوَاط، فعيَّرُوهم بمَا هو خَيرٌ؛ لأنَّ أَذواقَهم تَغيَّرت - والعياذ بالله - .

ولمَّا أرادَ اللهُ إهلاَكَهم جَاءتِ المَلائكةُ في صُورِ رِجَال دَخلوا على إِبراهيمَ عليه السلام ، وكانَ مِضيَافًا يُكرِم الأضيَاف، فقرَّبَ إليْهم الطَّعامَ، لكنَّ المَلائكةَ لا تَأكلُ فلم يمدُّوا أَيدِيَهم إليْه؛ فاسترَاب مِنهم، وظنَّ أنَّهم يُريدون به شرًّا، فبَينُوا له أنَّهم مَلائكةٌ: {فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَهُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ نَكِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۚ قَالُواْ لَا تَخَفۡ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطٖ} [هود: 70] ، عنْد ذلك جَادَلهم عليه السلام : {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطٗاۚ قَالُواْ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَن فِيهَاۖ لَنُنَجِّيَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥٓ إِلَّا ٱمۡرَأَتَهُۥ كَانَتۡ مِنَ ٱلۡغَٰبِرِينَ} [العنكبوت: 32] .

فلمَّا جَاءوا إلى لُوطٍ عليه السلام في صُورِ فِتيَان أجْمَل مَا يَكوُنلأجْل إِغرَاء قَومِه بالفَاحِشة؛ لأنَّه قد حَان وقتُ هَلاكِهم، فجَاءُوا يَستبشرُون أنَّ لوطًا عِندَه فِتيَانيُريدُون فِعلَ الفَاحشةِ بهم، فَدَافع لوطٌ عليه السلام عنْ أضْيافِه، وَتكلَّم مع قومِه ودَافعَهم، وقال لهم: {لَوۡ أَنَّ لِي بِكُمۡ قُوَّةً أَوۡ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكۡنٖ شَدِيدٖ} [هود: 80] ،، فقَالت له المَلائكَة: {يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمۡۚ إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَيۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِيبٖ} [هود: 81] ، فضَربَهم جِبريلُ بجنَاحِه فطَمسَ الله أَعينَهموصَارُوا لا يُبصِرون -وهذا أول شيء- ، فقَالوا: سَحَرَنَا لُوط. يعني: لا يَزالُون في غَيِّهِم.


الشرح