×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 فَإِنِ اسْتَعَانَ الْعَاشِقُ عَلَى وِصَالِ مَعْشُوقِهِ بِشَيَاطِينِ الْجِنِّ - إِمَّا بِسِحْرٍ أَوِ اسْتِخْدَامٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ - ضُمَّ إِلَى الشِّرْكِ وَالظُّلْمِ كُفْرُ السِّحْرِ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْهُ هُوَ وَرَضِيَ بِهِ، كَانَ رَاضِيًا بِالْكُفْرِ غَيْرَ كَارِهٍ لِحُصُولِ مَقْصِدِهِ، وَهَذَا لَيْسَ بِبَعِيدٍ مِنَ الْكُفْرِ.

وَالْمَقْصُودُ أَنَّ التَّعَاوُنَ فِي هَذَا الْبَابِ، تَعَاوُنٌ عَلَى الإِْثْمِ وَالْعُدْوَانِ.

****

الشرح

وهذا يَقعُ مِن السَّحرةِ الذين يتَلاعبُون بالمُجتَمعحينَ يَجيئهم أَحدُ الفُسَّاق ويقول: ائتِ لي بِفلانَة وأُعطيك كذا وكذا. فيَعمَلون له السِّحرَ حتى تَأتيَ هذه المِسكينَة بتَأثيرِ السِّحرِ لمَن يُريدُها ويَتمكنُ منْها، وهذا عَملٌ شَيطَاني؛ ولذلك يَجبُ قتْل السَّحرةِ وإِبادَتهم مِن المُجتمَع؛ لأنَّهم يُفسدِون في المُجتمَع، فَلا يَجوزُ التَّساهُل مَعهُم.

والآن يَفعلُون أَشيَاء تَجعلُ الشَّبابَ والشَّاباتِ يُسرِعون إلى الفَسادِ مِن غيرِ شُعورٍ ومِن غيرِ إدرَاك؛ لأنَّ السِّحرَ سَيطرَ عَليْهم، وهذا مِن مَفاسِد السَّحرةِ في المُجتمَع، أنَّهم يُفسدُون الأَعرَاض، ويُقرِّبون بيْن الفسَّاق وبيْن النِّسَاءويَربطُون بينَهم، ويُنفِّرون الزَّوجةَفي زَوجِها حتى يَتمكنَ منها الفَاسقُ الذي أَغرَاه بذلك؛ فيُفسد الفرَاشويُفسد النَّسل.

فالسَّاحر مُفسدٌ في الأَرضِ يجب المبَادرة بقتْلهولا يُستتَب، وإنما يُقام عليه الحدُّ بغير استتَابة.

وانتشَار الأغَاني والمَزاميرِ بين المُسلمينَ الآن هُو مِن هذا البَاب؛ لأنَّ شيَاطين الإنسِ والجِن عَلمُوا أنَّهم لا يَحصُلون على الشَّر إلا بَواسطَة هذه الأغَاني المَاجنة والعِشقِ والغَرام، ووَصْف الخُدودِ والقُدود، ووَصف البنَاتِ، فتَجدُ أشعَارَهم مَملُوءة بهذا،


الشرح