×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 وَقَالَ آخَرُ: الْعِشْقُ لِلأَْرْوَاحِ بِمَنْزِلَةِ الْغِذَاءِ لِلأَْبْدَانِ، إِنْ تَرَكْتَهُ ضَرَّكَ، وَإِنْ أَكْثَرْتَ مِنْهُ قَتَلَكَ ([1])، وَفِي ذَلِكَ قِيلَ:

وَأَنَا الَّتِي لَعِبَ الْهَوَى بِفُؤَادِهَا

 

قُتِلَتْ بِحُبِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ

وَهَوَيْتُهُ مِنْ قَبْلِ قَطْعِ تَمَائِمِي

 

مُتَمَايِلاً مِثْلَ الْقَضِيبِ النَّاعِمِ

خَلِيلَيَّ إِنَّ الْحُبَّ فِيهِ لَذَاذَةٌ

 

وَفِيهِ شَقَاءٌ دَائِمٌ وَكُرُوبُ

وَذَكَرَ الْخَرَائِطِيُّ عَنْ أَبِي غَسَّانَ قَالَ: مَرَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه بِجَارِيَةٍ وَهِيَ تَقُولُ:

عَلَى ذَاكَ مَا عَيْشٌ يَطِيبُ بِغَيْرِهِ

 

وَلاَ عَيْشَ إِلاَّ بِالْحَبِيبِ يَطِيبُ

سَأَلَهَا: أَحُرَّةٌ أَنْتِ أَمْ مَمْلُوكَةٌ؟ قَالَتْ: بَلْ مَمْلُوكَةٌ، فَقَالَ: مَنْ هَوَاكِ؟ فَتَلَكَّأَتْ، فَأَقْسَمَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ:

وَلاَ خَيْرَ فِي الدُّنْيَا بِغَيْرِ صَبَابَةٍ

 

وَلاَ فِي نَعِيمٍ لَيْسَ فِيهِ حَبِيبُ

فَاشْتَرَاهَا مِنْ مَوْلاَهَا، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: هَؤُلاَءِ وَاللَّهِ فَتَنَّ الرِّجَالَ، وَكَمْ وَاللَّهِ مَاتَ بِهِنَّ كَرِيمٌ، وَعَطِبَ بِهِنَّ سَلِيمٌ ([2]).

وَجَاءَتْ جَارِيَةٌ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه تَسْتَعْدِي عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَْنْصَارِ، فَقَالَ لَهَا عُثْمَانُ: مَا قِصَّتُكِ؟ فَقَالَتْ: كَلِفْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِابْنِ أَخِيهِ، فَمَا أَنْفَكُّ أُرَاعِيهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: إِمَّا أَنْ تَهَبَهَا إِلَى ابْنِ أَخِيكَ، أَوْ أُعْطِيَكَ ثَمَنَهَا مِنْ مَالِي، فَقَالَ: أُشْهِدُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا لَهُ ([3]).


الشرح

([1])ينظر: البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي (2/168).

([2])ينظر: اعتلال القلوب (2/257).

([3])ذكره علاء الدين ملغطاي في الواضح المبين (ص: 31).