وَقَالَ آخَرُ: الْعِشْقُ لِلأَْرْوَاحِ
بِمَنْزِلَةِ الْغِذَاءِ لِلأَْبْدَانِ، إِنْ تَرَكْتَهُ ضَرَّكَ، وَإِنْ
أَكْثَرْتَ مِنْهُ قَتَلَكَ ([1])، وَفِي
ذَلِكَ قِيلَ:
|
وَأَنَا الَّتِي لَعِبَ الْهَوَى
بِفُؤَادِهَا |
|
قُتِلَتْ بِحُبِّ مُحَمَّدِ بْنِ
الْقَاسِمِ |
|
وَهَوَيْتُهُ مِنْ قَبْلِ قَطْعِ
تَمَائِمِي |
|
مُتَمَايِلاً مِثْلَ الْقَضِيبِ النَّاعِمِ |
|
خَلِيلَيَّ إِنَّ الْحُبَّ فِيهِ
لَذَاذَةٌ |
|
وَفِيهِ شَقَاءٌ دَائِمٌ وَكُرُوبُ |
وَذَكَرَ الْخَرَائِطِيُّ
عَنْ أَبِي غَسَّانَ قَالَ: مَرَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه
بِجَارِيَةٍ وَهِيَ تَقُولُ:
|
عَلَى ذَاكَ مَا عَيْشٌ يَطِيبُ
بِغَيْرِهِ |
|
وَلاَ عَيْشَ إِلاَّ بِالْحَبِيبِ
يَطِيبُ |
سَأَلَهَا: أَحُرَّةٌ أَنْتِ
أَمْ مَمْلُوكَةٌ؟ قَالَتْ: بَلْ مَمْلُوكَةٌ، فَقَالَ: مَنْ هَوَاكِ؟
فَتَلَكَّأَتْ، فَأَقْسَمَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ:
|
وَلاَ خَيْرَ فِي الدُّنْيَا
بِغَيْرِ صَبَابَةٍ |
|
وَلاَ فِي نَعِيمٍ لَيْسَ فِيهِ
حَبِيبُ |
فَاشْتَرَاهَا مِنْ مَوْلاَهَا،
وَبَعَثَ بِهَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
فَقَالَ: هَؤُلاَءِ وَاللَّهِ فَتَنَّ الرِّجَالَ، وَكَمْ وَاللَّهِ مَاتَ بِهِنَّ
كَرِيمٌ، وَعَطِبَ بِهِنَّ سَلِيمٌ ([2]).
وَجَاءَتْ جَارِيَةٌ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه تَسْتَعْدِي عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَْنْصَارِ، فَقَالَ لَهَا عُثْمَانُ: مَا قِصَّتُكِ؟ فَقَالَتْ: كَلِفْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِابْنِ أَخِيهِ، فَمَا أَنْفَكُّ أُرَاعِيهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: إِمَّا أَنْ تَهَبَهَا إِلَى ابْنِ أَخِيكَ، أَوْ أُعْطِيَكَ ثَمَنَهَا مِنْ مَالِي، فَقَالَ: أُشْهِدُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا لَهُ ([3]).