فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها : إِنَّ
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى عَائِشَةَ لاَ يَتَمَالَكُ
عَنْهَا ([1]).
وَذَكَرَ سَعِيدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ
الْخَلِيلُ عليه السلام يَزُورُ هَاجَرَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنَ الشَّامِ عَلَى
الْبُرَاقِ مِنْ شَغَفِهِ بِهَا، وَقِلَّةِ صَبْرِهِ عَنْهَا ([2]).
وَذَكَرَ الْخَرَائِطِيُّ
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما اشْتَرَى جَارِيَةً رُومِيَّةً،
فَكَانَ يُحِبُّهَا حُبًّا شَدِيدًا، فَوَقَعَتْ ذَاتَ يَوْمٍ عَنْ بَغْلَةٍ لَهُ،
فَجَعَلَ يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهَا وَيفديها. وَكَانَتْ تُكْثِرُ مِنْ
أَنْ تَقُولَ: يَا بَطْرُونُ، أَنْتَ قَالُونُ، تَعْنِي: يَا مَوْلاَيَ أَنْتَ
جَيِّدٌ، ثُمَّ إِنَّهَا هَرَبَتْ مِنْهُ، فَوَجَدَ عَلَيْهَا وَجْدًا شَدِيدًا،
وَقَالَ ([3]). :
|
قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُنِي قَالُونَ
فَانْصَرَفَتْ |
|
فَالْيَوْمَ أَعْلَمُ أَنِّي غَيْرُ
قَالُونَ |
قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ
حَزْمٍ: وَقَدْ أَحَبَّ مِنَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَالأَْئِمَّةِ
الْمَهْدِيِّينَ كَثِيرٌ.
وَقَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، رَأَيْتُ امْرَأَةً
فَعَشِقْتُهَا، فَقَالَ: ذَلِكَ مَا لاَ تَمْلِكُ.
فَالْجَوَابُ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ: أَنَّ الْكَلاَمَ فِي هَذَا الْبَابِ لاَ بُدَّ فِيهِ مِنَ التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْوَاقِعِ وَالْجَائِزِ، وَالنَّافِعِ وَالضَّارِّ، وَلاَ يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِالذَّمِّ وَالإِْنْكَارِ، وَلاَ بِالْمَدْحِ وَالْقَبُولِ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ، وَإِنَّمَا يَبِينُ حُكْمُهُ، وَيَنْكَشِفُ أَمْرُهُ بِذِكْرِ مُتَعَلِّقِهِ، وَإِلاَّ فَالْعِشْقُ مِنْ حَيْثُ هُوَ لاَ يُحْمَدُ وَلاَ يُذَمُّ.
([1])أخرجه: النسائي في الكبرى رقم (3072)، وأحمد رقم (26533).