×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

وَنَحْنُ نَذْكُرُ النَّافِعَ مِنَ الْحُبِّ وَالضَّارِّ، وَالْجَائِزَ وَالْحَرَامَ.

اعْلَمْ أَنَّ أَنْفَعَ الْمَحَبَّة عَلَى الإِْطْلاَقِ وَأَوْجَبَهَا وَأَعْلاَهَا وَأَجَلَّهَا مَحَبَّة مَنْ جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلَى مَحَبَّتِهِ، وَفُطِرَتِ الْخَلِيقَةُ عَلَى تَأْلِيهِهِ، وَبِهَا قَامَتِ الأَْرْضُ وَالسَّمَاوَاتُ، وَعَلَيْهَا فُطِرَتِ الْمَخْلُوقَاتُ، وَهِيَ سِرُّ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَإِنَّ الإِْلَهَ هُوَ الَّذِي تَأَلَّهَ الْقُلُوبَ بِالْمَحَبَّة وَالإِْجْلاَلِ، وَالتَّعْظِيمِ وَالذُّلِّ لَهُ وَالْخُضُوعِ وَالتَّعَبُّدِ، وَالْعِبَادَةُ لاَ تَصْلُحُ إِلاَّ لَهُ وَحْدَهُ، وَالْعِبَادَةُ هِيَ: كَمَالُ الْحُبِّ مَعَ كَمَالِ الْخُضُوعِ وَالذُّلِّ، وَالشِّرْكُ فِي هَذِهِ الْعُبُودِيَّةِ مِنْ أَظْلَمِ الظُّلْمِ الَّذِي لاَ يَغْفِرُهُ اللَّهُ، وَاللَّهُ تَعَالَى يُحَبُّ لِذَاتِهِ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ، وَمَا سِوَاهُ فَإِنَّمَا يُحَبُّ تَبَعًا لِمَحَبَّتِهِ.

****

الشرح

عبادةُ الله سبحانه وتعالى أَنواعٌ كَثيرَة، ظَاهرةٌ وبَاطنَة، ظَاهرة على الأَلسنَة والجَوارح، وبَاطنَة في القُلوب، وأَعظم أنوَاع العبَادةمَحَبَّة اللهِ تبارك وتعالى ، وهذا هو مَعنَى الأُلوُهيَّة؛ لأنَّ الإِله معناه: الوَله، والوَله معناه: المَحَبَّة، فالإِله هو المَحبُوب.

وكيف لا يُحبُّ سبحانه وتعالى وهو المُنعِم بجَميعِ النِّعمِ، والقُلوبُ مَجبولَة على حُبِّ مَن أحسَن إليهَا، ولا أَعظَم إحسَانًا مِن اللهِ تبارك وتعالى ، فهو المُنعِم لدَقائق النِّعَم وجَلائلهَا، ظَاهرِها وبَاطنِها.

فهو الذي يُحبُّ مَحَبَّة خَالصةً عَظيمَة، والمَحَبَّة هي أعظَم أنوَاع العبَادة، وليَستْ هي العِبادَة كما تقُوله الصُّوفيَّة الذين يَقولُون: نَحن نعبُده لأنَّنا نُحبُّه، لا نَعبدُه طَمعًا في جَنَّتِه ولا خَوفًا مِن نَارِه. كذا يقولون!


الشرح