×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

هذه عَلامَة مَحَبَّة الله سبحانه وتعالى ، أمَّا مَن زعَم أنَّه يُحبُّ اللهَ ولكنَّه لا يُجاهدُ في سَبيل اللهَ وهو قَادرٌ عليْه، ولا يُدافِع عن دينِ الله عز وجل ، ولا يُنفِق في سَبيل الله؛ فهذا كذَّاب في دِعوَاه المَحَبَّة، بل ماله أَحبّ إليْه مِن الله، ونفْسه أحبّ إليْه مِن الله، ولذلك لَم يجَاهد بمالِه ونفسِه.

قال تعالى: {ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 54] ، ثم قال: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ} [المائدة: 55] ، أي: الذي يَجبُ أن تُحبُّوه وتُوالُوه هو اللهُ ورسولُه، {وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ} [المائدة: 55] ، فالمُؤمن يُحبُّ اللهَ ويُحبُّ رسولَه ويُحبُّ المُؤمنينَ، أمَّا الذي يبغُض أهلَ الإيمَان ويُحبُّ أهلَ الكُفرِ فهذا دليلٌ على عَدمِ إيمَانِه.

أَتُحبُّ أعداءَ الحَبيبِ وتدَّعِي

 

حبًّا لَه؟! مَا ذَاك في إِمكَانِ

وكَذا تُعادِي جَاهدًا أَحبَابَه

 

أَينَ المَحَبَّة يَا أخَا الشَّيطَانِ؟!

ثم قال: {يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ}، هذه علاماتُهم: يُقيمُون الصَّلاة، ويُؤتُون الزَّكاة، ويَركعُون للهِ عز وجل ويَسجُدون لَه، وهذه عَلامَة على الإيمَان.

قال: {وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ} يَعني: يُحبُّ اللهَ ورسولَه والمُؤمنِين {فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ}، هَؤلاء حِزبُ اللهِ، وحِزبُ اللهِ هُم الغَالبُون، أمَّا الذين يبغضُون اللهَ ورسُولَه ويبغضُون المُؤمنينَ؛ فأُولئك حَزب الشَّيطان.

فهما حِزبَان: حِزبٌ للهِ، وحِزبٌ لشَّيطانِ؛ فَلينْظرِ الإِنْسَان مع أيِّ الحِزبَين هُو.


الشرح