هذه عَلامَة مَحَبَّة الله
سبحانه وتعالى ، أمَّا مَن زعَم أنَّه يُحبُّ اللهَ ولكنَّه لا يُجاهدُ في سَبيل
اللهَ وهو قَادرٌ عليْه، ولا يُدافِع عن دينِ الله عز وجل ، ولا يُنفِق في سَبيل
الله؛ فهذا كذَّاب في دِعوَاه المَحَبَّة، بل ماله أَحبّ إليْه مِن الله، ونفْسه
أحبّ إليْه مِن الله، ولذلك لَم يجَاهد بمالِه ونفسِه.
قال تعالى: {ذَٰلِكَ فَضۡلُ
ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 54] ، ثم
قال: {إِنَّمَا
وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ} [المائدة: 55] ، أي: الذي يَجبُ أن تُحبُّوه وتُوالُوه
هو اللهُ ورسولُه، {وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ} [المائدة: 55] ،
فالمُؤمن يُحبُّ اللهَ ويُحبُّ رسولَه ويُحبُّ المُؤمنينَ، أمَّا الذي يبغُض أهلَ
الإيمَان ويُحبُّ أهلَ الكُفرِ فهذا دليلٌ على عَدمِ إيمَانِه.
|
أَتُحبُّ
أعداءَ الحَبيبِ وتدَّعِي |
|
حبًّا لَه؟!
مَا ذَاك في إِمكَانِ |
|
وكَذا تُعادِي
جَاهدًا أَحبَابَه |
|
أَينَ
المَحَبَّة يَا أخَا الشَّيطَانِ؟! |
ثم قال: {يُقِيمُونَ
ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ}، هذه علاماتُهم: يُقيمُون الصَّلاة، ويُؤتُون الزَّكاة،
ويَركعُون للهِ عز وجل ويَسجُدون لَه، وهذه عَلامَة على الإيمَان.
قال: {وَمَن يَتَوَلَّ
ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ} يَعني: يُحبُّ اللهَ ورسولَه والمُؤمنِين {فَإِنَّ
حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ}، هَؤلاء حِزبُ اللهِ، وحِزبُ اللهِ هُم الغَالبُون،
أمَّا الذين يبغضُون اللهَ ورسُولَه ويبغضُون المُؤمنينَ؛ فأُولئك حَزب الشَّيطان.
فهما حِزبَان: حِزبٌ للهِ، وحِزبٌ لشَّيطانِ؛ فَلينْظرِ الإِنْسَان مع أيِّ الحِزبَين هُو.