وَكَيْفَ لاَ تُحِبُّ
الْقُلُوبُ مَنْ لاَ يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلاَّ هُوَ، وَلاَ يَذْهَبُ
بِالسَّيِّئَاتِ إِلاَّ هُوَ، وَلاَ يُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، وَيُقِيلُ
الْعَثَرَاتِ، وَيَغْفِرُ الْخَطِيئَاتِ، وَيَسْتُرُ الْعَوْرَاتِ، وَيَكْشِفُ
الْكُرُبَاتِ، وَيُغِيثُ اللَّهَفَاتِ، وَيُنِيلُ الطَّلَبَاتِ سِوَاهُ؟.
فَهُوَ أَحَقُّ مَنْ ذُكِرَ،
وَأَحَقُّ مَنْ شُكِرَ، وَأَحَقُّ مَنْ عُبِدَ، وَأَحَقُّ مَنْ حُمِدَ، وَأَنْصَرُ
مَنْ ابْتُغِيَ، وَأَرْأَفُ مَنْ مَلَكَ، وَأَجْوَدُ مَنْ سُئِلَ، وَأَوْسَعُ مَنْ
أَعْطَى، وَأَرْحَمُ مَنْ اسْتُرْحِمَ، وَأَكْرَمُ مَنْ قُصِدَ ([1]).
وَأَعَزُّ مَنِ الْتُجِئَ
إِلَيْهِ وَأَكْفَى مَنْ تُوُكِّلَ عَلَيْهِ، أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ مِنَ
الْوَالِدَةِبِوَلَدِهَا ([2])، وَأَشَدُّ
فَرَحًا بِتَوْبَةِ التَّائِبِ مِنَ الْفَاقِدِ لِرَاحِلَتِهِ الَّتِي عَلَيْهَا
طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فِي الأَْرْضِ الْمُهْلِكَةِ إِذَا يَئِسَ مِنَ الْحَيَاةِ
ثُمَّ وَجَدَهَا ([3]).
وَهُوَ الْمَلِكُ لاَ
شَرِيكَ لَهُ، وَالْفَرْدُ فَلاَ نِدَّ لَهُ، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ
وَجْهَهُ، لَنْ يُطَاعَ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، وَلَنْ يُعْصَى إِلاَّ بِعِلْمِهِ،
يُطَاعُ فَيَشْكُرُ، وَبِتَوْفِيقِهِ وَنِعْمَتِهِ أُطِيعَ، وَيُعْصَى فَيَغْفِرُ
وَيَعْفُو، وَحَقُّهُ أُضِيعَ.
فَهُوَ أَقْرَبُ شَهِيدٍ، وَأَجَلُّ حَفِيظٍ، وَأَوْفَى بِالْعَهْدِ، وَأَعْدَلُ قَائِمٍ بِالْقِسْطِ، حَالَ دُونَ النُّفُوسِ، وَأَخَذَ بِالنَّوَاصِي وَكَتَبَ الآْثَارَ، وَنَسَخَ الآْجَالَ، فَالْقُلُوبُ لَهُ مُفْضِيَةٌ، وَالسِّرُّ عِنْدَهُ عَلاَنِيَةٌ، وَالْغَيْبُ لَدَيْهِ مَكْشُوفٌ، وَكُلُّ أَحَدٍ إِلَيْهِ مَلْهُوفٌ.
([1])أخرجه: الطبراني في الكبير رقم (8027).