×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 أو أنَّ كلَّ وَاحدٍ يُريدُ أنْ يَظفرَ بالفسَادِ دونَ غيرِه، فيَؤولُ الأمرُ إلى القَتلِ وسَفكِ الدِّمَاء، وهذا مِن مفاسدِ عدَمِ تَجنُّبِ مَواطنِ الشَّر والفَسادِ ومَجالِس الفُسَّاق.

وقد نَهى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن الإِضرَار بالمُسلِموالاعْتدَاء على حَقِّه، كما نَهى أنْ يَبيعَ الرُّجلُ على بَيعِ أخِيه، ونَهى أنْ يَخطبَ على خِطْبة أَخيه، ونَهى أنْ تُخببَ المَرأةُ على زوجِها، فيأْتي شَيطانٌ مُفسدٌ فيقول للمَرأَة: هذا الزَّوجُ لا يَصلُح لكِ، كيف تَصبِرينَ عليْه وفيه كذا وكذا؟! والمَرأَة تتأثَّر حتَّى يرخُصَ عليْها زَوجُها وتَنفرَ منْه، ويَحصلَ الفِراقُ بينَهما بغيرِ حقٍّ، وإنَّما بسبب هذا المُفسد.

والوَاسِطةُ الذي يسْعى في الفسَادِ والقَوَّادِ الذي يَقودُ للفَواحِشهذا لعنَه رسُول الله صلى الله عليه وسلم كما لَعنَ الرَّاشِي والمُرتَشِي والرَّائشِ، فالرَّاشي: الذي يَدفَع الرِّشْوة، والمُرتَشِي: الذي يَأخذُها، والرِّائش: الوَاسَطة بينهما؛ فكلهم مَلعونُون، وقد لُعنَ الرَّائشُ لأنَّه هو الذي سَعى في دَفعِ الرِّشوة التي هي سُحْتٌ وحَرام، وتَعاونٌ على الإثْم والعُدوان.

فعلى المُسلمِ أنْ يَبتعدَ عن هذه الأَخلاقيَّاتِ الفَاسِدة، ويَبتعدَ عن أنْ يَكونَ سَببًا في الإِضرَار بإخَوانِه بأيِّ نَوعٍ مِن الإِضرَار، قالَ صلى الله عليه وسلم : «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ» ([1])، فَكمَا لا تَرضَى أنْ يَضرَّكَ أَحدٌ فَلا تَضرَّ النَّاس.


الشرح

([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (2340)، وأحمد رقم (2865)، والطبراني في الأوسط رقم (1033).