×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

فإنَّها مَحَبَّة مَقطوعَة ومُنتهيَة: {بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا ١٦وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ ١٧} [الأَْعْلَى: 16- 17] ، فيها صِفتُنا: أنَّها خَير، وأنَّها أبقَى، أمَّا الدنيَا فلا تبقَى، بل هي مُنقطعَة.

وكذلك مَحَبَّة الأشخَاص الذين يُغرون بالفَواحشِ وبالمَلذاتِ والشَّهوَات المُحرَّمة، هذه المَحَبَّة تنقلبُ إلى عَداوَة يَومَ القيَامة: {ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَئِذِۢ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67] .

فإذَا كَان الذين تُحبُّهم يَدلُّونَك على الخَيرِ ويَساعِدونَك عليْه ويُعينونَك عليْه، فهذه المَحَبَّة تَستَمر في الدنيَا والآخرَة، بَل تَزيدُ في الآخِرَة، {إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ} فإنَّها تَبقَى مَحبتُهم بينَهم، {وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ إِخۡوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ} [الحجر: 47] ، فهُم إِخوانٌ في الدنيَا على طَاعة اللهِ، وهم إخَوانٌ في الجنَّة على كرَامة الله عز وجل ، فهذِه مَحَبَّة مُتصلَة، وهي التي تَبقَى.

أمَّا مَحَبَّة الأصنَام، ومَحَبَّة الأَشخَاص والمَعبودَات مِن دُون الله، فإنَّها تَفنَى ويَعقبُها حَسرَة يومَ القيَامة، يَوم يَتبرأُ الكفَارُ والمُشركُون مِن مَحبوبَاتِهم ومَعبودَاتهم: { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٩٧إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٨وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلَّا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٩٩ فَمَا لَنَا مِن شَٰفِعِينَ ١٠٠ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٖ ١٠١ } [الشعراء: 97- 101] . هذه نهَايتُهم.

وكذلك كلُّ مَن أحبَّ شَيئًا لغَير اللهِ ولغَير طَاعة اللهِ ولغَير الدَّار الآخرَة يَكونُ هذا مَصِير مَحبتِه ونَهايتِه، حتَّى ولو تَحصَّل على كُلِّ مَلذَات الدنيَا فهي مُؤقتَة، وربَّمَا يَتحصَّل عليهَا ولا يَتلذَّذ بهَا، فالذي يُحبُّ المَالَ ويُؤثرُه على] الآخَرة ولا يَشتَغل للآخرَة، قَد يَحصُل عَلى المَال ويَحرُم مِن الانتفَاع بِه، فيُصابُ بأمرَاض تَمنعُه مِن التَّلذُّذ بِه،


الشرح