×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

فَلا يأكُل مَا يُحبُّ، وإذَا أَكلَ شَيئًا تَكدَّر وهو عنْده الأمَوال الطَّائلة، فهذه مَحَبَّة مَبتورَة وعَاقبتُها سَيئَة.

فَلينظرِ الإِنْسَانُ في عَاقبَة الأُمورِ، وليُؤثرْ لذَّة الآخرَة الدَّائمَة على اللذَّة الزَّائلَة، لكنْ لذَّة الآخرَة لا تَأتِي عَفوًا، وإنَّما يَلزمُها عَمَل: { وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ} [الإسراء: 19] هذه هي الشُّروط؛ وفي الحَديث: «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ» ([1]). يُريدُ أنْ يَصلَ إلى الجَنَّة بدُون عمَل ويُعطِي نَفسَه هَواهَا.

واللهُ جل وعلا يقول: { وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ ٤٠فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ ٤١} [النازعات: 40، 41] ، فمَن أرَاد الآخرَة يَنهَى نفسَه عنِ الهَوىَ، أمَّا أنْ يُعطيَ نفسَه كلَّ مَا تَشتَهي ويُريدُ الفَوز بالآخرَة؛ فهذا لا يَكونُ أبدًا.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2459)، وابن ماجه رقم (4260)، وأحمد رقم (17123).