×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

ولكنْ مَا هُو سَببُ العِشقَ؟ سَببُه النَّظر، فَلو أنَّه غضَّ بصرَه كمَا أمرَ الله جل وعلا مَا حصَلَ لَه هذا المَرضُ، فإذَا أُصيبَ بهذا المَرض فليسَ له عِلاج إلاَّ أنْ يحصُلَ على هذا المَحبُوب، وكونُه يَحصُل عليْه بالطَّريقَة الشَّرعيَّة فهذَا أمرٌ مَحمُود، وهُو خَيرٌ له مِن أنْ يحصُل عليْه بالطُّرقِ المُحرَّمة، أو يَبقَى مَحرُومَا يَتألَّم طُولَ حيَاتِه، لكنَّ الأَولَى له أنْ يغضَّ بصرَه ليسْلَم مِن الوُقوعِ في هذا العِشق.

والسَّعي بين المُتحَابين مِن الرِّجَال والنِّسَاء بالزَّواجِ الشَّرعِي هذا عمَلٌ طيِّب، وهو أَفضلُ مِن أنْ يَبقَى العَاشِق مَحرومًا يتألَّم طُوال حيَاتِه، أو يَغلبه شَيطانُه فيَقعُ في الحَرامِ - والعياذ بالله - ؛ لأنَّ العِشقَ هذا مَرضٌ ابتُلي بِه، فلابدَّ مِن السَّعي في عِلاجِه بالحِلال، بأنْ يَسعَى في تَزويجِ أحدُهمَا مِن الآخَر.

ولكنْ على الإِنْسَان أنْ يتَجنَّب أسبَاب الوقُوع في هذا الدَّاء الذي يَكادُ يَقضِي على حيَاتِه، أو يُكدِّر عليه عَيشَه، وأَهمَّ هذه الأسباب أنْ يغضَّ بصرَه، قال تعالى: {قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ ٣٠وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوۡ نِسَآئِهِنَّ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ وَلَا يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٣١} [النور: 30، 31] .


الشرح