فَلَمَّا طَلَّقَهَا زَيْدٌ،
وَانْقَضَتْ عِدَّتُهَا مِنْهُ، أَرْسَلَهُ إِلَيْهَا يَخْطُبُهَا لِنَفْسِهِ،
فَجَاءَ زَيْدٌ وَاسْتَدْبَرَالْبَابَ بِظَهْرِهِ، وَعَظُمَتْ فِي صَدْرِهِ لَمَّا
ذَكَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَادَاهَا مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ:
يَا زَيْنَبُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُكِ، فَقَالَتْ:
مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي، وَقَامَتْ إِلَى
مِحْرَابِهَا فَصَلَّتْ، فَتَوَلَّى اللَّهُ عز وجل نِكَاحَهَا مِنْ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِنَفْسِهِ، وَعَقَدَ النِّكَاحَ لَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ،
وَجَاءَ الْوَحْيُ بِذَلِكَ: {فَلَمَّا قَضَىٰ زَيۡدٞ
مِّنۡهَا وَطَرٗا زَوَّجۡنَٰكَهَا} [الأَْحْزَابِ: 37] .
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم لِوَقْتِهِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا ([1])، فَكَانَتْ
تَفْخَرُ عَلَى نِسَاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، وَتَقُولُ:
أَنْتُنَّ زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ
سَمَاوَاتٍ ([2]).
فَهَذِهِ قِصَّةُ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ زَيْنَبَ.
****
الشرح
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لمَّا رَأَى امرَأةً فأعجَبتْه ذهَب إلى زَوجتِه زَينب فقَضى حَاجتَه مِنها، وهذا مِن بابِ سدِّ الفِتنَة، والزَّواج إنَّما هو لِمنْع الفِتنَة، فهُو صَرف شَهوَته في الحَلالِ بدَلَ أنْ تَكونَ في الحَرام، ولذلك قَال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ» ([3]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (1428).