وَلاَ رَيْبَ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم كَانَ قَدْ حُبِّبَ إِلَيْهِ النِّسَاء، كَمَا فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَنَسٍ
عَنْهُ صلى الله عليه وسلم : «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمُ النِّسَاء
وَالطِّيبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ» ([1]).
هَذَا لَفْظُ الْحَدِيثِ،
لاَ مَا يَرْوِيهِ بَعْضُهُمْ: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمْ ثَلاَثٌ»، زَادَ
الإِْمَامُ أَحْمَدُ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: «أَصْبِرُ عَنِ
الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَلاَ أَصْبِرُ عَنْهُنَّ».
وَقَدْ حَسَدَهُ أَعْدَاءُ
اللَّهِ الْيَهُودُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالُوا: مَا هَمَّهُ إِلاَّ النِّكَاحُ،
فَرَدَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَنَافَحَ عَنْهُ،
فَقَالَ: {أَمۡ
يَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۖ فَقَدۡ
ءَاتَيۡنَآ ءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَءَاتَيۡنَٰهُم
مُّلۡكًا عَظِيمٗا} [النِّسَاء:
54] .
وَهَذَا خَلِيلُ اللَّهِ
إِبْرَاهِيمُ كَانَ عِنْدَهُ سَارَّةُ أَجْمَلُ نِسَاء الْعَالَمِينَ، وَأَحَبَّ
هَاجَرَ وَتَسَرَّى بِهَا.
وَهَذَا دَاوُدُ عليه السلام
كَانَ عِنْدَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ امْرَأَةً، فَأَحَبَّ تِلْكَ الْمَرْأَةَ
وَتَزَوَّجَهَا فَكَمَّلَ الْمِائَةَ.
وَهَذَا سُلَيْمَانُ ابْنُهُ
عليه السلام كَانَ يَطُوفُ فِي اللَّيْلَةِ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً ([2]).
وَقد سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم عَنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «عَائِشَةُ رضي الله
عنها » وَقَالَ عَنْ خَدِيجَةَ: «إِنِّي رُزِقْتُ حُبَّهَا» ([3]).
فَمَحَبَّة النِّسَاء مِنْ
كَمَالِ الإِْنْسَان.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «خَيْرُ هَذِهِ الأُْمَّةِ أَكْثَرُهَا نِسَاء» ([4]).